كتب: نيكي هارلي
ترجمة ومراجعة: تامر الهلالي
تم اعتقال عبد المجيد عبد الباري، أحد أبرز إرهابيي داعش في أوروبا، في إسبانيا الثلاثاء الماضي، كما تم القبض على خلية إرهابية جديدة لتنظيم داعش في ألمانيا الأسبوع قبل الماضي. وقالت السلطات إن المتطرف البريطاني من أصل مصري المعروف باسم باري 29عاما) استغل الحظر الإسباني لدخول البلاد وكان يستخدم قناعا للوجه لإخفاء نفسه. وعبد المجيد هو نجل الإرهابي المصري عادل عبد الباري، وقد عمل عبد المجيد مغنيا للراب في لندن قبل يسلك طريق والده في عالم التطرف.
الإرهابي عبد المجيد عبد الباري وعلى يمين الصورة صورة الأب عادل عبد الباري
في الوقت نفسه، كانت الخلية الإرهابية في ألمانيا تجمع الأموال لشن هجمات على القوات الأمريكية المتمركزة هناك.
الإرهابيون يستغلون كورونا
وحذرت نيكيتا مالك، مديرة مركز التطرف والإرهاب في جمعية هنري جاكسون، من أن المزيد من الإرهابيين قد يستغلون الوباء لعبور القارة الأوربية، وحثت السلطات على توخي الحذر.
نيكيتا مالك، مديرة مركز التطرف والإرهاب في جمعية هنري جاكسون
وقالت: «إذا كان عبد المجيد عبد الباري قد استطاع الاختباء في أوروبا، فإن هذا يثير احتمال وجود العديد من المشتبه بهم الآخرين المنتمين لداعش الذين لا يزالون في عداد المفقودين».
و أضافت «سوف تسمح إجراءات مواجهة الفيروس للإرهابيين المشتبه بهم للاختباء في الداخل، والسفر إلى الخارج.
وتابعت: «في حين أن أولئك الذين تراقبهم السلطات هم أقل فرصا في أن يشكلوا تهديدا خلال هذه الفترة، يجب على الشرطة أن تظل يقظة لمن هم خارج إطار المراقبة أو الذين قد يستخدمون عوامل التشتيت للتسلل إلى أوروبا. لذا من الضروري أن يتم تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدان لضمان عدم استغلال الإرهابيين للفجوات الحالية».
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة يوروجوست القضائية إن عدد التحقيقات الخاصة بالإرهاب ارتفع بنسبة 14 في المائة خلال العام الماضي. وقالت إنها تعاملت مع 222 قضية إرهاب العام الماضي، مقارنة بـ 191 في عام 2018.
ويقول مشروع مكافحة التطرف وهو مركز دولي لمكافحة الإرهاب مقره بروكسل أن الجماعات المتطرفة تواصل التخطيط لتنفيذ الهجمات.
و يضيف المركز: «إن اعتقال خلية مرتبطة بتنظيم داعش في ألمانيا في 15 أبريل الجاري يذكرنا بهذا الواقع. كما ورد أن المشتبه بهم متورطون في جمع الأموال لهجماتهم المخططة، مما يدل على أن أنشطة تمويل الإرهاب لا تزال مستمرة على الرغم من الوضع الاقتصادي السيء».
وقالت السيدة مالك أيضًا ان. المؤامرات الإرهابية «يمكن أن تستهدف عمال الطوارئ أثناء تفشي مرض كوفيد 19. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، من المحتمل أن تستهدف العمليات المستشفيات و محاولة إصابة ضباط الشرطة بالفيروس عمداً، و في الولايات المتحدة، يتم التعامل مع ذلك بموجب تشريع الإرهاب، بسبب النية المبيتة».
عملية ألميريا
و داهمت قوات الأمن الإسبانية شقة مستأجرة صباح الثلاثاء الماضي بعد أن كشفت المخابرات أن عبد المجيد باري دخل البلاد مؤخرًا. وقال مسؤولون انه واثنان من زملائه استغلوا تفشي الفيروس للتسلل إلى داخل البلاد وارتدوا أقنعة طبية لإخفاء مظهرهم.
وقال مسؤولون بالمديرية العامة للشرطة يوم الثلاثاء إن «ضباط الشرطة الوطنية نفذوا عملية لمكافحة الإرهاب بلغت ذروتها باعتقال أحد المطلوبين الإرهابيين الأجانب المطلوبين في أوروبا في ألميريا».
و بحسب المسؤولين، أمضى المعتقل عدة سنوات في منطقة الصراع السوري العراقي ولديه سمات شخصية غريبة للغاية وملف إجرامي عنيف للغاية. ولفت باري انتباه الشرطة الأوروبية وأجهزة المخابرات.
باري الذي نشأ في لندن، ظهر مرة يحمل رأساً مقطوعاً في سوريا و توعد جميع الغربيين بالموت. و غادر باري بريطانيا للانضمام إلى داعش في 2013.
و من المعروف أن والد عبد المجيد هو الإرهابي عادل عبد الباري، الذي يعتقد أنه كان على صلة وثيقة بأسامة بن لادن، و كان عادل قد سجن في الولايات المتحدة في عام 2015 بسبب ضلوعه في مؤامرة لتفجير سفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا وتم تسليمه من المملكة المتحدة في عام 2012 وحكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا بتهمة التآمر لقتل أمريكيين في تفجيرات السفارتين عام 1998، والتي خلفت 213 قتيلًا.
من جهة أخرى تتحقق السلطات مما إذا كان الشخصان الآخران المعتقلان في عملية ألميريا مع عبد المجيد باري قد عادا أيضًا من سوريا.
وبحسب المسؤولين، إستخدم الإرهابي ورفاقه إحتياطات قوية في محاولة لتجنب القبض عليهم، وقالوا: «بعد تحقيق معقد صار من الممكن تحديد ظروف وصوله على ساحل ألميريا، وكذلك تحركاته اللاحقة، مما أدى في النهاية إلى تحديد مكانه واعتقاله».
وتابعوا «اتخذ المعتقلون إجراءات تأمينية صارمة في رحلتهم إلى أراضينا وفي التحركات التي قاموا بها في ألميريا». «ثم قاموا، بمجرد وصولهم إلى إسبانيا، بتكييف سلوكهم مع الوضع نتيجة لوباء Covid-19، حيث قللوا من خروجهم، وغادروا بشكل منفصل ودائماً بأقنعة لتجنب اكتشافهم».
و أضافوا «لا تزال العملية مفتوحة، وفي هذا الوقت، يتم العمل المكثف للتحقق من هوية المعتقليْن الآخريْن والأسباب الحقيقية لوجودهم في إسبانيا».
ويرى الخبراء أن العملية كانت بمثابة تحذير، وأنه على الرغم من الأزمة العالمية، فإن السلطات الدولية لا تزال تعمل بجد في مكافحة الإرهاب.
ويضيف مسؤلون أمنيون «تم التحقيق بفضل التعاون الدولي حيث كان عملاء متخصصون في مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع المركز الوطني للاستخبارات، يعملون على احتمال أن هذا المقاتل الأجنبي يعتزم العودة إلى أوروبا عبر أراضينا».
و يتابعون «إن هذه العملية دليل على أنه بالرغم من الأزمة العالمية المتعلقة بوباء كورونا، تواصل الشرطة الوطنية والقضاء تعاونهما النشط في مكافحة الإرهاب».
عن الكاتبة: محررة بجريدة «ذي ناشيونال» الإماراتية الناطقة بالإنجليزية
Nicky Harley
*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا