ترجمة وعرض: تامر الهلالي
ليس ثمة وقت أفضل من الآن لوسائل الإعلام الأوروبية لتردد هذا العنوان القديم والمزيف عن “الضباب في القناة – بريطانيا تُبتر من قارة أوروبا”، لكن ذلك حدث الآن ، بعد أن تسببت سلالة جديدة من فيروس كورونا في شحذ الفوضى التي يثيرها ال”بريكست” بالفعل والتي كانت تلوح في الأفق قبل ظهور السلالة الجديدة من كورونا .
لكن الصحف والمعلقين في القارة قاموا ببساطة وبشكل مباشر بترك الحقائق الفظيعة تتحدث عن نفسها.
“في المملكة المتحدة ، تختتم طفرة للفيروسات التاجية عامًا كارثيًا”، هكذا قال العنوان الكئيب في صحيفة لوموند الفرنسية، التي تساءلت عما إذا كان يتعين على فرنسا الآن تكثيف قيودها الخاصة لإبقاء الفيروس الجديد المتحور بعيدًا .
“المملكة المتحدة استئصلت من القارة الاوروبية ” ، كان العنوان الرئيسي في صحيفة ليبيراسيون الفرنسية اليسارية حول حظر السفر في جميع أنحاء أوروبا تقريبًا بعد اكتشاف السلالة الجديدة من الفيروس الذي يزيد العدوى بنسبة تصل إلى 70 في المائة عن السلالة الأصلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أقل من أسبوعين أصبحت البريطانية “مارغريت كينان” أول شخص في العالم يتم تطعيمها ضد الفيروس، أما الآن فإن الضوء المحتمل في نهاية النفق الذي تم إلقاء الضوء عليه في ذلك الوقت، قد تم إخماده ، بحسب الصحيفة.
و حظرت فرنسا الشاحنات التي تنقل البضائع من المملكة المتحدة ، مما تسبب في حدوث فوضى في “فولكستون” في مقاطعة ‘كنت” ،.حيث بدأت طوابير من الشاحنات في تحميل البضائع خلال عطلة نهاية الأسبوع للوصول إلى النفق الأوروبي كلما أعيد فتحه.
وقالت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية: “الجزيرة محاصرة”. وكتبت: “اختناقات مرورية لا نهاية لها في الموانئ وفي نفق يوروتون. وأضافت الصحيفة “ثمة مستودعات مزدحمة ومخاوف بشأن أرفف الفواكة والخضروات الفارغة: قبل عشرة أيام من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، حيث أدى فيروس كورونا إلى تفاقم الوضع مرة أخرى”.
و ركزت صحيفة بيلد واسعة الانتشار على المشاهد المؤلمة في المطارات الألمانية خلال عطلة نهاية الأسبوع لدى وصول الركاب الذين سارعوا للخروج من بريطانيا قبل بدء حظر السفر. ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية قولها إن عشرة أشخاص مصابين على الأقل أصيبوا على متن الرحلات التي هبطت في مطارات ألمانيا المختلفة.
مثل أحد أفلام نهاية فيلم العالم”، هكذا كتبت صحيفة “آيرش إندبندنت” الصادرة في أيرلندا عن تعثر الأيرلنديين في الخروج من المملكة المتحدة قبل دخول حظر السفر حيز التنفيذ. بهذا العنوان وصفت الصحيفة الذعر المتفشي حيث الكثير من الأيرلنديين تقطعت بهم السبل في لندن”.
من جانبها، ربطت صحيفة The Irish Times أحدث تطور في أزمة كوفيد بمحادثات بريطانيا المتعثرة مع الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة: “إن الفشل في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يلقي بظلاله على آفاق الانتعاش بعد كوفيد في عام 2021″مضيفة أن هذا هو ما يبدو مرجحًا بشكل متزايد بعد أن رفض رئيس الوزراء، بوريس جونسون ، مطالب بتمديد الفترة الانتقالية للاتحاد الأوروبي، قائلًا إنه سيفي بوعده وسيغادر في اليوم الأخير من العام.
من جهتها، كانت بلجيكا من أوائل الدول التي فرضت حظرًا على السفر من وإلى المملكة المتحدة في عطلة نهاية الأسبوع. كتبت صحيفة لوسوار “Le Soir “ اليومية “تجد المملكة المتحدة نفسها يوم الإثنين على حافة الفوضى والمزيد والمزيد من العزلة”.
“لم يعد هناك ترحيب هنا بركاب العبارات من المملكة المتحدة” ‘ كان هذا هو التحليل الصريح لصحيفة “دي تليخراف” الصادرة في هولندا.
و قال بوريس جونسون في عطلة نهاية الأسبوع إنه ليس لديه خيار سوى وضع جزء كبير من البلاد في حالة إغلاق في عيد الميلاد لأن السلالة الجديدة من الفيروس تنتشر بسرعة.
و تجنبت وسائل الإعلام الأوروبية بشكل عام عناوين الأخبار المبتذلة الأكثر وضوحًا على غرار المملكة المتحدة كونها “رجل أوروبا المريض”، و تولى مهمة نشر هذا الطراز القديم من العناوين صحيفة التابلويد البريطانية ” ديلي ميرور” والتي قامت بنشره على صفحتها الأولى.
*كتب: روري مولهولاند