كتب: صحيفة التايمز البريطانية
ترجمة وعرض: تامر الهلالي
تقلل الأقراص الجديدة المضادة للفيروسات من خطر دخول المستشفى والوفاة من كوفيد-19 في أكثر الفئات ضعفا بنحو 90 % في نتائج تَعِدُ بتسريع عودة العالم إلى الحياة الطبيعية.
كانت بريطانيا قد طلبت بالفعل(250) ألف جرعة من مضادات الفيروسات من شركة “فايزر” على أمل أن تؤدي بشكل جيد في التجارب. بعد هذه النتائج يجب أن تصبح الآن جزءًا من مستودع أسلحة مقدمي الرعاية الطبية في مكافحة “كوفيد” جنبًا إلى جنب مع مضاد فيروسات آخر تمت الموافقة عليه أمس.
علاج في المنزل
تُعَدُّ نتائج أقراص شركة “فايزر” المعروفة باسم “paxlovid” (باكسلوفيد) أفضل حتى مما توقعه العديد من المحللين، حيث انتهى الأمر بحوالي 1% ممن تناولوها في غضون خمسة أيام من التشخيص إلى المستشفى، مقارنة بـ 7 % ممن لم يفعلوا ذلك –جنبًا إلى جنب مع مضاد الفيروسات من شركة “Ridgeback Biotherapeutics” و شركة Merck” ” الذي رخَّصته الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA”” أمس، الأمل هو أنَّ كبار السن والذين يعانون من نقص المناعة يمكن أن يتلقوا العلاج في المنزل بعد تشخيصهم، وإبقائهم خارج المستشفى.
قال “ألبرت بورلا” رئيس مجلس إدارة شركة “فايزر” ومديرها التنفيذي: “تُعد أخبار اليوم مغيرًا حقيقيًا للعبة في الجهود العالمية لوقف الدمار الذي خلفه هذا الوباء”.
“وتشير هذه البيانات إلى أن مرشحنا المضاد للفيروسات عن طريق الفم، إذا تمت الموافقة عليه أو التصريح به من قبل السلطات التنظيمية، لديه القدرة على إنقاذ حياة المرضى، وتقليل شدة عدوى “كوفيد-19″ والقضاء على ما يصل إلى تسعة من كل عشرة حالات دخول إلى المستشفى”.
ويُعتقد أنَّ الجرعات الأولى من الدواء يجب أن تبدأ في الوصول إلى المملكة المتحدة في نهاية فصل الشتاء.
وقد “ألمح بورلا” إلى أنَّهم سينظرون –أيضًا– في طرق لضمان توسيع الوصول إلى ما وراء البلدان الغنية. “نظرًا للتأثير العالمي المستمر لـ “كوفيد-19”. “فقد ظللنا نركز على العلم والوفاء بمسئوليتنا لمساعدة أنظمة ومؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم مع ضمان الوصول العادل والواسع للناس في كل مكان”.
طفرة جينية
يعمل عقار شركة “فايزر” كمثبط لـ “البروتياز” ما يعني أنَّه يلتهم أحد الإنزيمات التي يستخدمها فيروس “كورونا” للتكاثر. هذه آلية مختلفة عن تلك التي طورتها شركة “Merck” شركة الأدوية المعروفة في أوروبا باسم MSD”” وبدلاً من ذلك، فإنَّه يتسبب في حدوث طفرات في الشفرة الجينية للفيروس في كل مرة يقوم فيها بنسخ نفسه. نظرًا لأنَّ الاثنين يعملان بشكل مختلف، فمن المحتمل أنَّهما سيكونان أكثر فعالية معًا، وهو نهج قد يساعد أيضًا في منع الفيروس من تطوير المقاومة.
نظر العلماء في التجربة فيما حدث عندما تناول الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بفيروس “كوفيد” الحاد؛ الدواء في غضون ثلاثة أيام من ظهور الأعراض، وفي مجموعة منفصلة، في غضون خمسة أيام. كان هناك اختلاف بسيط بين الاثنين.
انتهى المطاف بحوالي 70 من بين 1000 من الذين عولجوا بدواء وهمي في المستشفى في غضون 28 يومًا، مقارنة بـ 9 من كل 1000 ممن تلقوا دورة علاجية من العقار. لم تكن هناك وفيات في أولئك الذين أعطوا عقار “باكسلوفيد” وعشرة في أولئك الذين لم يتلقوها.
علاج واعد
قال “سايمون كلارك” الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة “ريدينغ” إنَّ الأمر يبدو واعدًا للغاية، لكنَّه الآن يريد أن يرى الدراسة الكاملة.
“هذا أمر مُشجِّع وإذا كان ما يتم الإبلاغ عنه صحيحًا بنسبة 90 % من الفعالية، فقد يكون أكثر الأدوية المتاحة فائدة وفعالية لعلاج “كوفيد-19”.
لم تقدم شركة “فايزر” حتى الآن تفاصيل عن الآثار الجانبية، ولكن مع إبلاغ 20 % من المستلمين عن آثار جانبية، قد تكون هذه مشكلة إذا كانت تلك الأعراض خطيرة، ولكن إذا كانت في الغالب أشياء بسيطة مثل الصداع، هذه ليست مشكلة على الإطلاق”.
قال “بول هانتر” أستاذ الطب بجامعة “إيست أنجليا” إنَّ أحد التحديات الكبيرة لكلا العقاقير المضادة للفيروسات، هو إيجاد طريقة لإيصالهما إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليهما في الوقت المناسب.
وقال “هانتر”: “من المرجح أن يكون كلا الدواءين أكثر فاعلية؛ إذا تم إعطاؤهما في وقت مبكر من مسار المرض، لذلك يجب أن يكون هناك نظام لإيصال الدواء إلى الناس بسرعة كبيرة، وقد تكون هذه مشكلة”.
“إنَّ الحصول على نتيجة إيجابية ثم الاضطرار إلى الانتظار يومين للحصول على موعد مع طبيب عام من شأنه أن يقلل من القيمة.. لذا، سيكون هذان الدواءان –عمومًا– ذا قيمة، ولكن فقط لنسبة صغيرة نسبيًا من السكان مثل الأشخاص في دور الرعاية والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا وكبار السن الذين لم يتم تطعيمهم”.