مختارات

روسيا وأوكرانيا: واشنطن تقول إن “الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ بغارات جوية”

نقلا عن bbc عربي

حثت أكثر من عشر دول مواطنيها على مغادرة أوكرانيا، وسط تحذيرات قوى غربية من اجتياح روسي وشيك.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” حذّر نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” من أن موسكو ستدفع “ثمنا غاليا وفوريا” إذا اجتاحت أوكرانيا.

وأجرى الزعيمان اتصالا هاتفيا استمر لنحو ساعة في إطار الجهود الدبلوماسية الساعية لنزع فتيل التوتر بين موسكو وكييف.

وتقول دول غربية أن روسيا تخطط لغزو وشيك لأوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.

ومن بين الدول التي طالبت مواطنيها بالمغادرة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

وحشدت موسكو قوات قوامها 100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، ولكنها نفت اعتزامها اجتياح البلاد.

وقال الرئيس الأوكراني “فلودومير زيلينسكي” السبت إن التحذيرات من الغزو تثير الذعر، وهو “الأمر الذي يصب في مصلحة أعدائنا” على حد تعبيره.

وحذّر البيت الأبيض من أن الغزو قد يحدث في أي وقت، وقد يبدأ بغارات جوية. ووصفت روسيا هذه التصريحات بأنها “تكهنات استفزازية”.

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الروسي عبر الهاتف يوم السبت، قائلا له إن “حوارًا مخلصا لم يكن ليتماشى مع التصعيد” بحسب ما أعلنت السفارة الفرنسية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وأمرت السلطات الأمريكية العاملين غير الأساسيين في سفارتها في كييف بمغادرة البلاد، وبتعليق الأعمال القنصلية بداية من الأحد. في حين تبقى مجموعة قليلة من العاملين القنصليين في مدينة لفيف للتكفل “بالقضايا الطارئة”.

وشرعت كندا أيضا في نقل سفارتها إلى لفيف على الحدود مع بولندا، وفق ما جاء في وسائل الإعلام الكندية. وكتبت السفيرة البريطانية في أوكرانيا “ميليندا سيمنس” على تويتر أنها و”الفريق الأساسي” العامل معها باقون في كييف.

وأعلنت روسيا هي الأخرى عن تغييرات قائلة إنها ستخفض عدد دبلوماسييها في أوكرانيا، متعللة “بأعمال استفزازية من النظام في كييف أو من دول ثالثة”.

وسحبت الولايات المتحدة 150 عسكريا كانوا يدربون الجنود الأوكرانيين إلى خارج البلاد، من باب الحيطة. وأعلنت شركة الطيران الهولندية “كي أل أم” وقف رحلاتها إلى أوكرانيا فورا، وفق وسائل الإعلام الهولندية.

وقال “زيلينسكي”: “إذا كانت للدول الغربية أدلة على غزو وشيك فإنه لا يراها”.

“أعتقد أن هناك فائضا من الأخبار في وسائل الإعلام عن حرب كاملة”.

“نفهم المخاطر، ونعرف أنها موجودة، ولكن إذا كانت لديكم أو لدى طرف آخر معلومات موثوق بها 100 في المئة عن غزو روسيا لأوكرانيا، نرجو أن توافونا بها”.

ودعت دول عديدة، بينها أستراليا وإيطاليا، وإسرائيل وهولندا واليابان، مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا، وأجلت بعضها العاملين في سفاراتها وعائلاتهم.

أما في كييف فقد خرج الآلاف في مسيرة بالمدينة مرددين شعارات الولاء لأوكرانيا ومقاومة أي غزو روسي للبلاد. ونظم المسيرة تيار اليمين القومي المناوئ للرئيس “زيلينسكي” والناشط اليميني المتطرف “سيرغي ستيرنينكو” ولكنها استقطبت جمهورا أوسع.

وقالت مراسلة بي بي سي “إيلينور مونتاغ” إن المسيرة لم تكن ضخمة، ولكنها أول تحرك جماهيري في البلاد منذ تصاعد التوتر، وانتهت إلى ساحة الميدان الرمزية.

وعبرت “ساشا نيزلسكا” وهي مربية أطفال في كييف، في حديث لبي بي سي، عن استعدادها لمقاومة أي غزو روسي بكل الوسائل المتاحة لها، وهو شعور يشاطرها فيه كل من شارك في المظاهرة.

وتصاعد التوتر عندما واصلت روسيا نشر قواتها على حدود أوكرانيا الشرقية. وكانت القوات الروسية أيضا تقوم بمناورات في بيلاروسيا شمالا، وأخرى بحرية في بحر آزوف، في الجنوب الشرقي، وهو ما دعا إلى اتهام روسيا بحصار أوكرانيا بحريا.

فلاديمير زيلينسكي
فلاديمير زيلينسكي

أما وزارة الدفاع الروسية فقالت إنها رصدت غواصة أمريكية في مياهها الإقليمية. وقالت إن الغواصة كانت قرب جزر كوريل، وإنها رفضت الأوامر بالصعود إلى السطح.

وأضافت الوزارة أن المدمرة الماريشال شابوشنيكوف تحركت واتخذت التدابير “المناسبة” فغادرت الغواصة المكان واستدعت موسكو مسؤولا عسكريا أمريكيا بسبب الحادث.

لكن بيانا للجيش الأمريكي أكد أنه “لا صحة للمزاعم الروسية، فيما يتعلق بعمليات لنا في مياههم الإقليمية”.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدث باسم الجيش الأمريكي “كايل رينز” القول: “لن أعلّق على الأماكن المحددة لغواصاتنا، لكننا بالفعل نحلّق، ونبحر، ونؤدي عمليات بشكل آمن في المياه الإقليمية”.

تحليل لـ بول آدامز – مراسل دبلوماسي

رغم قيام سفارات أجنبية بسحب موظفيها وحثّ دول عديدة مواطنيها على مغادرة أوكرانيا، لا تزل كييف تنكر أنها مدينة في أزمة.

وتطالب الحكومة الأوكرانية مواطنيها بالتزام الهدوء والاتحاد، والابتعاد عمّا من شأنه تقويض الاستقرار وإثارة الذعر.

ويقول الرئيس زيلينسكي إن البلاد يجب أن تكون مستعدة لأي احتمال.

وفي أنحاء أوكرانيا، يضع الأجانب الآن خططا عاجلة، والبعض بات متأهبا لنقل عائلته إلى بلاد مجاورة، رغم حبهم لأوكرانيا.

وفي السفارة البريطانية، يحزم الموظفون أمتعتهم وهم صامتون، ولا أحد يريد أن ينبث ببنت شفة.

وغير بعيد إلى الشمال، عبر الحدود مع بيلاروسيا، تجري الآن مناورات عسكرية. وقد نشرت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم صورًا تفيد بإطلاق العديد من الصواريخ.

ورغم ذلك، لا تزال موسكو تقول إنها لا تعتزم الاجتياح. لكن الروس يمكنهم فعل الكثير من دون أن يضعوا قدما واحدة في أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock