رؤى

الأثرياء الروس يبحثون عن ملاذ آمن لثرواتهم في إسرائيل

ترجمة: كريم سعد

حَذَا الأثرياء الروس حذو رومان أبراموفيتش، واستثمروا في العقارات الإسرائيلية بسبب العقوبات الموقعة على بلادهم في أوروبا والولايات المتحدة.

حيث أفاد وكلاء العقارات ومحامو الضرائب بزيادة الاهتمام من جانب الروس لشراء منازل على شاطئ البحر في تل أبيب.. الحافز الرئيسي لذلك هو أن المواطنين هناك لا يضطرون إلى دفع ضريبة على الدخل الأجنبي للسنوات العشر الأولى. والسبب الآخر هو الاتفاق الخفي بين المخابرات الروسية والإسرائيلية على عدم تنفيذ أي منهما للاغتيالات في أراضي الطرف الآخر.

وقال دانييل غولدشتاين من بيوتشامب إستيتس في تل أبيب: “منذ بداية شهر يناير، ونحن نتلقى استفسارين أو ثلاثة أسبوعيا من الروس في لندن ومانهاتن وموسكو”.

وأكد غولدشتاين أنه أبرم مؤخرا صفقتين، وكان يعمل على صفقة ثالثة للمشترين الروس الذين يبتاعون الأرض الواحدة بمقابل يترواح  بين 30 مليون دولار و 40 مليون دولار “لبناء منازل كبيرة”. وتم شراء الأرض عن طريق “الصناديق الائتمانية العمياء” وهي طريقة تساهم في الحفاظ على سرية الهوية في السجلات العقارية الإسرائيلية.

وأضاف غولدشتاين: “لقد بعنا شققًا تتراوح قيمتها بين 15 مليون دولار و 18 مليون دولار ومنازل بأسعار أكبر أيضا”. وتعد أكثر المواقع رواجًا هي هرتسليا وضاحية نفيه تسيدك الجنوبية الغربية حيث يمتلك أبراموفيتش، الذي فرضت بريطانيا عقوبات عليه يوم الخميس، العديد من العقارات هناك.

هرتسليا
هرتسليا

وكان قد حصل مالك تشيلسي على الجنسية الإسرائيلية بعد صعوبات في تجديد تأشيرة المملكة المتحدة بسبب حادثة “تسمم سالزبوري”. حيث اشترى أبراموفيتش عقارا بقيمة 52 مليون جنيه إسترليني في هرتسليا. وكان قد استحوذ سابقًا على فندق محاذي لشاطئ البحر في نيفيه تسيدك مقابل 17 مليون جنيه إسترليني، ومجمع مكاتب بقيمة 46 مليون جنيه إسترليني على الواجهة البحرية في تل أبيب.

وطالب متحف ياد فاشيم الإسرائيلي للمحرقة السلطات الأمريكية بعدم فرض عقوبات على أبراموفيتش بعد أن قدم تبرعات بملايين الدولارات.

ويُعتقد أن ممتلكات أبراموفيتش في لندن معروضة للبيع الآن مثل نادي تشيلسي والذي تشمل أصوله شقق وفنادق ومنازل وأراضي قريبة من استاد النادي ومنشآت التدريب.

ويمكن للروس من أسلاف اليهود، مثل أبراموفيتش، التقدم تلقائيًا للحصول على الجنسية الإسرائيلية من خلال قانون العودة. ومن القلة الروسية الأخرى الذين لديهم ممتلكات في إسرائيل أو الذين حصلوا على الجنسية، الملياردير ميخائيل فريدمان، والذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات الأسبوع الماضي؛ مع شريكه التجاري جيرمان خان؛ وفاليري كوجان صاحب مطار دوموديدوفو في موسكو؛ والمعارض لسياسات بوتين، ليونيد نيفزلين والذي يحتمي في إسرائيل منذ 19 عامًا. والذي قال هذا الأسبوع إنه سيتخلى عن جواز سفره الروسي لأن روسيا، في عهد الرئيس بوتين، “أصبحت فاشية للغاية”.

رومان أبراموفيتش
رومان أبراموفيتش

وقال هاريل بيرلماتر رئيس الضرائب في طبارنيا، وهي شركة محاماة إسرائيلية إن لديه استفسارات من “أصحاب الملايين والمليارديرات، وأيضا القلة الذين يتطلعون إلى الانتقال إلى إسرائيل”. وأضاف أنه على الرغم من أنه “يكاد يكون من المستحيل” تحويل الأموال إلى إسرائيل من روسيا مباشرة، إلا أنه يمكن القيام بذلك عبر لندن أو نيويورك “بسهولة تامة”.

واعتقد جولدشتاين أن بعض عملائه كانوا يستخدمون البدائل الروسية والصينية لنظام تحويل الأموال الدولي “سويفت” والذي جمّد المدفوعات من روسيا.

ومنذ غزو أوكرانيا، وردت تقارير عن سفر أثرياء روس إلى إسرائيل في طائراتهم الخاصة للعيش في اليخوت الخاصة بهم في تل أبيب. وحتى الآن، لم تتبع إسرائيل؛ المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا في تنفيذ العقوبات أو وضع الأوليغارشية التي لها صلة ببوتين على القائمة السوداء.

وقال سمسار العقارات موتي بن يتسحاق: “آمل أن أبرم صفقات قليلة في المستقبل القريب مع روس أوروبا الغربية في المنطقة التي أعمل فيها [من عسقلان إلى تل أبيب]”.

ويُعتقد أيضًا أن الأثرياء الروس يتدفقون على الإمارات العربية المتحدة حيث اتخذت الدولة الخليجية موقفًا محايدًا من غزو أوكرانيا. وتسمح بفتح الأعمال التجارية أو شراء العقارات للأجانب بتأمين الإقامة في الإمارات العربية المتحدة من خلال نظام التأشيرة الذهبية.

كريم سعد

مترجم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock