فن

محمود حِميدة.. أرفض الاستهانة بعقلية المشاهد “السيد” والأُمِّية الدينية قادتنا لمحاكمة الخيال

أكد الفنان الكبير محمود حِميده ، أن التجريب في المسرح لديه كان يعتمد على تغيير عنصر من عناصر المسرح الكلاسيكي، وأضاف: كنت أركز بالأساس على علاقة الممثل بالجمهور.

وأوضح الفنان الكبير في ندوة بصالون الجزويت الثقافي جرت الأربعاء 30 من مارس، أن العمل المسرحي عمل جماعي بالأساس؛ لذلك فإن الفرق المسرحية التي أنشأتها وزارة الثقافة لم تكن بالنسبة لي فرق مسرحية؛ لأن أفرادها لم يكونوا يلتقون وإذا غاب التواصل انقطع التفاعل وبالتالي انعدم التطور.

وأشار إلي أن الفن يندرج ضمن فنون التسالي، وليس معني هذا أنها في مرتبة أقل من غيرها وبالنسبة للمسرح فإنه يُعتبر “أبو الفنون” .

وتابع: أنا ابن ثورة يوليو التي حاولت أن ترسي مفاهيم لم تكن موجودة، عبر تفعيل دور الفن في المجتمع.

وأكد أن هناك خلل واضح عبر تقسيم الفن لهادف وغير هادف، كما أن هناك نوع من التعالي علي “السيد” الجمهور؛ حيث خرج بعض الممثلين ليقولوا أن الجمهور ذوقه هابط وهذا كلام لا يمكن قبوله.

وأضاف: إنني لا أتنكر لأي من أعمالي حتي لو بدت بالنسبة للسيد الجمهور قطعة فنية رديئة.

وقال: لذلك أنا ضد مقولة أفلام المقاولات التي استخدمت لوصف بعض الأفلام التي أنتجت خلال فترة معينة.

وأضاف أنه بالمعني التجاري فإن كل أفلام السينما مقاولات، وفقا الاتفاقات التجارية، ولكن يبقي الفيلم هو الفيلم.. ربما تظن أنت كصانع أنك انتجته للنخبة، أو تصف عمل اخر بأنه مسف تبقي هذه كلها وجهات نظر.

وشدد علي أنه لا يجب علي صُنَّاع الأعمال الفنية أن يسيئوا للجمهور.

وحول دوره في فيلم عفاريت الأسفلت قال: ليس لدي مرجعيات حية للشخصيات التي أجسدها علي الشاشة؛ حتي اندهش وأستطيع تصدير الدهشة للسيد الجمهور، وكل مشاهد يحاول اكتشاف من تشبه هذه الشخصية في الواقع.

وأضاف أن الفيلم دخل الرقابة ورُفض، وكان اسمه “قطيفه علي رخام أحمر” وغُيِّرَ الاسم لإعادة عرضه على الرقابة.. كما عُرض من قبل علي عدد كبير من النجوم ورفضوه، وقد أخذ جهدا كبيرا، حتي قبل به منتج ولم أتقاضَ عنه أجرا، ومع هذا نجح الفيلم في ظل وجود حب وإخلاص وإصرار علي إنتاجه.

وأكد حِميده أنه عندما يعرض عليه سيناريو، ويقال أنه: كُتِبَ لي خصيصا؛ أرفضه علي الفور.. لأن الهدف يجب أن يكون خروج العمل الفني للنور بعيدا عن الشخصنة.

وأضاف: تعلمت الكثير من خلال العمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين؛ خاصَّة فيما يتصل بإدارة الممثل، وكانت لدي ملاحظة منذ بداية عملي بالتمثيل، هي أن إدارة الممثل لدينا لم تكن منضبطة.. وأذكر أن يوسف شاهين كان يطالب الممثل بالنظر لعينيه، وهو ما دفع البعض إلى القول أن الممثلين الذين يعملون معه يؤدون الدور بطريقته، وعندما طالبني بالنظر في عينيه أشرت إلي أذني وطلبت منه أن يقول لي ماذا يريد قبل أن نبدأ التصوير.. وقد اختلفت –بعد ذلك – طريقة توجيهه للممثلين.

وقال أن مشكلة صناعة السينما في مصر، تكمن في عدم وجود قانون ينظمها، بوصفها نشاط استثماري كما هو الحال في الغرب.

وحول الجدل الذي يثار بسبب المشاهد التي تتضمنها بعض الأعمال الفنية قال: نحن مجتمع مصاب بالأُمِّية الدينية، وإذا لم يكن هذا موجودا؛ لما حدثت الكثير من المعارك بسبب الخلاف في المعتقد. رغم أنه يفترض بداهة ألا يحدث إكراه في المعتقد، وفي ظل هذه الأمية الدينية تُصبغ أمور كثيرة بالصبغة الدينية؛ لقهر الآخر؛ ليصبح تناول ممنوعات اجتماعية مثيرا لما نراه من جدل في هذا الإطار؛ حيث وصل الأمر بالبعض الي التعامل مع المشهد السينمائي وكأنه حقيقة.

وأشار إلي أن الشطط وصل إلي حد رفض بعض ممثلات مشاهد معينة مع الممثلين الذكور والعكس.

وأضاف أن هذا نوع من محاكمة الخيال، وهذا لا يتناقض بالطبع مع النقد الموضوعي لمشهد خارج غير موظف (مُقحم) ولكن الحقيقة أننا لا يجب أن ننشغل دوما بمحاكمة بعضنا البعض.

وأشار حِميده إلى أن القضية الفلسطينية كانت الشغل الشاغل لجيله بأكمله، وإذا كانت هناك بعض أعمال تستهين بحقوق الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن؛ فإنها ترجع –في اعتقاده– إلى غياب بعض المفاهيم؛ لذلك “علينا أن نتذكر دوما أن الأشخاص في كثير من الأحيان يُزايدون على بعضهم البعض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock