“لن التزم الصمت حيال ما يحدث على أرض فلسطين” بهذه الكلمات أكد فنان موسيقى الراب البريطاني “لو كي” على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، بعد أن أصبح هدفاً لإحدى جماعات الضغط الصهيونية في بلاده.
وفي مقدمة هذه المواقف، التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله، والذي عبّر عنه بأغنيته “فلسطين الحرة” والتي أصدرها على عدة أجزاء، والتي تضمنت كلماتها إشادة بالكفاح الفلسطيني، ونقدا واضحا للصهيونية، وتأكيدا على أنها “اختطفت” الديانة اليهودية.
وتميزت الأجزاء الثلاثة بتعاونه مع مطربين آخرين؛ مثل فرقة “دام” الفلسطينية وفرانكي بويل ومافريك سابري، وحقق الجزء الثالث من الأغنية من المشاهدات على موقع يوتيوب ما فاق المليون مشاهدة.
وبعيدا عن أغانيه فقد صرّح “لو كي” في أكثر من مناسبة؛ بأنه معادٍ للصهيونية.. ويعتبرها شكلا من أشكال الاستعمار والتطهير العرقي.
كان من الطبيعي أن يدفع “لو كي” ضريبة مواقفه هذه، ففي عام ٢٠٠٩، وخلال زيارته للضفة الغربية المحتلة، أوقفته سلطات الاحتلال في مطار بن غوريون، وخضع للتحقيق معه لمدة تسع ساعات متواصلة.
وفي عام ٢٠٢٢، تجددت الملاحقة الصهيونية لهذا المطرب الشاب، حين أعلنت جماعة ضغط بريطانية تدعى “نؤمن بإسرائيل” أنها ستطالب موقع “سبوتيفاي” الموسيقي، بإزالة أغنية “فلسطين الحرة” من على الموقع متهمة إياها بالتهمة المفضلة -أو قل المعتادة- لدى الصهاينة وهي “معاداة السامية”.
إلا أن الحملة –فيما يبدو– لم تفت في عضد “لو كي” الذي أكد ثباته على مواقفه، ونال تضامنا من عدد من المشاهير الذين تعرضوا لموقف مشابه.
وفي مقدمة هؤلاء المشاهير النجم الأمريكي مارك رافالو الشهير بدور “هالك” أو الرجل الاخضر في سلسلة أفلام “مارفل” والذي اضطر في عام ٢٠٢١، إلى الاعتذار عن تغريدةٍ تضامنية كتبها على حسابه على موقع تويتر.
حيث كتب رافالو المعروف في الأوساط الهوليوودية بتضامنه مع الشعب الفلسطيني، وفي أوج حرب غزة في ذلك العام، إن العدوان الصهيوني على القطاع هو حرب إبادة، وهو ما عرّضه لحملة انتقادات واسعة واتهامه بمعاداة السامية والتحريض على العنف وهو ما اضطره للتراجع.
ولم يختلف الأمر كثيرا، مع الاعلامي والممثل الكوميدي الأمريكي جون ستيوارت، الذي لم تشفع له ديانته اليهودية، حين انتقد العدوان الصهيوني على غزة عام ٢٠١٤، وواجه بسبب ذلك انتقادات من صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” ومن إعلاميين ينتمون إلى اليمين الأمريكي المتطرف، والذين وصفوه بأنه “يهودي كاره لذاته”.
التهمة ذاتها وجهت مرارا وتكرارا، الى الأكاديمي والكاتب الأمريكي اليهودي نورمان فينكلستاين، بسبب مواقفه وكتاباته النقدية للسياسات الصهيونية وتضامنه مع المقاومة في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
حيث أدت الضغوط الصهيونية على جامعة دي بول الامريكية، حيث كان فينكلستاين يعمل كأستاذ مساعد إلى حرمان الاخير من الترقية إلى درجة أستاذ عام ٢٠٠٧، وعلى إثر خلافه مع الجامعة قدم فينكلستاين استقالته من منصبه هناك.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة المطربة الأمريكية الشابة سيلينا جوميز، حين غردت عبر تويتر عام ٢٠١٤، قائلة: “صلوا من أجل غزة” معتبرة التضامن مع أهل القطاع، الذي كان يتعرض لعدوان صهيوني آنذاك مسألة إنسانية.
وهو ما عرّضها لسيل من الانتقادات، من أنصار الكيان الصهيوني، وفي مقدمتهم المذيعة الراحلة جوان ريفرز التي طالبت جوميز بأن “تغلق فمها” على حد تعبيرها.
كما تعرضت المطربة ريهانا لموقف مشابه في نفس العام، حين استخدمت وسم “الحرية لفلسطين” عبر حسابها على موقع تويتر، إلا أنها سرعان ما أزالت الوسم بعد ذلك ببضع دقائق، مؤكدة أنها ترجو أن يعم السلام بين كافة أطراف النزاع.
ولا يملك المتابع أمام كافة هذه النماذج؛ إلا أن يبصر السخرية المتمثلة في كون الكيان الذي يملك رابع أقوى جيش في العالم، والدعم الكامل وغير المحدود وغير المشروط من حليفه الأمريكي، يخشى بشكل يعكس هشاشة داخلية فادحة، من مجرد التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل يخشى من الكلمة.. سواء أكانت مغناة أو مكتوبة.