هل يصوم الأدباء والمثقفون عن القراءة في رمضان أم يواصلون حياتهم بين صفحات الكتب كما يفعلون خلال بقية أيام العام؟ وما هى طقوس القراءة الرمضانية المرتبطة بكل واحد أو واحدة منهم؟ وهل تقل أو تزيد الفترة الزمنية التي يخصصونها للقراءة خلال الشهر الكريم عن نظيرتها قبله وبعده؟ أسئلة تتردد على ألسنة الكثيرين منا خلال شهر الصوم، الذى يجعل كلمته هى العليا على الكثير من أوجه الحياة في مصر على مدار ثلاثين يوم وليلة، لذا قمنا بطرحها على عدد من الأدباء والمثقفين الذين تنوعت إجاباتهم، وإن كانت المحصلة الأكبر في مجموعها أن القراءة حياة، وأن الأيام تفقد لذتها عندما لايكون خير أنيس فيها هو الكتاب.
الروائية الكبيرة سلوى بكر تقول لـ” أصوات أون لاين” أن القراءة لديها لا تتأثر من شهر لآخر أو من فترة زمنية لفترة زمنية تالية أو سابقة، فهى طقس حياتي ويومي ثابت تحرص عليه باستمرار، ولذا فإنها تقرأ في رمضان كما تفعل في بقية شهور السنة، وبنفس المعدل دون زيادة أو نقصان.
أما الناقد والشاعر شعبان يوسف، فيكشف عن طبيعة طقوسه المرتبطة بالقراءة في رمضان قائلا: اختار كاتب محدد مثل عبد الرحمن الشرقاوي على سبيل المثال، وأحرص على قراءة أكبر قدر من أعماله خلال هذا الشهر الكريم، وأنا بطبيعتي كائن نهاري لكن الأمر يختلف نوعا ما في رمضان حيث أقرأ واكتب وأعمل من بعد الإفطار، وحتى موعد السحور ولكن تظل القراءة متعة لايمكن للمرء الاستغناء عنها في أى زمان أو مكان؛ بعيدا عن طبيعة الأعباء الكثيرة الملقاة على كاهله.
وبدورها تقول الدكتورة فاطمة الصعيدي الناقدة الأدبية ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الاداب بجامعة حلوان؛ أن القراءة في رمضان لديها مثل القراءة في غير رمضان؛ وتضيف أقرأ القرآن الكريم بالتفسير وأحيانا اهتم بإعراب القرآن الكريم بوصفي متخصصة في اللغة العربية، ولكن يجب الإشارة إلى أن القراءة خلال شهر الصوم ربما تكون أعمق من القراءة في الأيام العادية.
وتكمل: سافصح عن أمر ربما يثير استغراب القراء فأنا أيضا أعيد قراءة كتاب “أبلة نظيرة” الشهير في إعداد الوجبات الذي ورثته عن أمي خلال شهر رمضان، وأحيانا أغوص في قراءة ما يسطره طلابي في الجامعة حول قراءاتهم الشخصية، ضمن المقرر الذى أقوم بتدريسه لهم حيث تكون هذه الكتابات كاشفة لي في الكثير من الأحيان عن الطريقة التي يفكرون بها، وبشكل عام فإن رمضان يعد فرصة رائعة كي يعرف الإنسان نفسه وأنا بشكل عام اقرأ أكثر في رمضان لأن وقت المحاضرات يكون أقل منه في بقية العام، وأنا دوما أنصح طلابي بالقراءة؛ لأن القراءة حياة وأنا أقرأ كل شيء ويهمنى التوجه نحو اكتشاف النص، وأن نخرج من دوامة وسائل التواصل الاجتماعي والاستغراق في مشاهدة التلفزيون، فقد تصادف وأنت تقرأ بطل إحدى الروايات، وهو يلمس أوتارا من شخصيتك أو يعبر عن فترة من فترات حياتك.
الروائي دكتور محمد إبراهيم طه يقول أن قراءاته خلال شهر رمضان لا تختلف عنها في بقية السنة؛ حيث تضم عادة روايات ومجموعات قصصية وقراءات عامة ويضاف إليها بالطبع قراءة القرآن الكريم ويضيف: أقرأ خلال كل أسبوع رواية أو روايتين وأحرص بشكل أساسي على قراءة كل جديد في مؤلفات الأصدقاء، وبشكل عام فإن معدل القرءاة في رمضان يزيد لوجود وقت أطول.
ويكمل: أنا بشكل عام لا أسهر وأنام مبكرا؛ لذا عندما أستيقظ أجد أمامي وقتا طويلا في رمضان الذى اعتبره شهرا للإنجاز وليس للكسل، كما يتصور البعض.. لذا فإنني أحرص أيضا على أن اكتب فيه.
القاصة أماني الشرقاوي تؤكد من ناحيتها أنها تقرأ الآن “خليها على الله” للكاتب الكبير يحيى حقي ورواية “المولودة” لنادية كامل ورواية “فيلة بيضاء بأحذية سوداء” لسلوى بكر.. وتضيف بشكل عام فإنني أقرأ كثيرا في رمضان، وربما لا أشاهد التلفزيون كثيرا خلال هذا الشهر الكريم، لذا أجد لدى من الوقت متسع من القراءة وأفضل أيضا قراءة القرآن الكريم في رمضان.
الروائي على قطب يقول أن الملاحظة الرئيسية أن القراءات غير الروائية تزداد خلال شهر رمضان؛ فأنا أقرأ الآن كتابي “30 عن الفقد والرهاب” و” أزمة الليبرالية في مصر” وذلك بجانب بعض الأعمال الروائية الأخرى، ويضيف أن معدل القراءة بالطبع يختلف فدرجة التركيز في رمضان بفعل الصيام تكون أقل منها في بقية شهور العام.