رؤى

في ذكرى العاشر من رمضان .. أقلام على خط النار من الهزيمة للانتصار

لم يكن الأدب أبدا في معزل عن قضايا الوطن الكبرى، ومن بينها نصر العاشر من رمضان، فهناك أقلام كثيرة وقفت على خط النار تلملم جراح هزيمة 67، وتبث الأمل في النفوس، وتعد العدة لنصر العاشر من رمضان، والذى سعت –منذ وقت مبكر– جاهدة لتعميق الوعي به في عقول المصريين عبر عقود طويلة.

ربما يرى البعض أن الأعمال الأدبية، التي تناولت الانتصار الكبير للجيش المصري، في العاشر من رمضان، هى أقل بكثير من حجم هذا الانتصار التاريخي، وأن القارئ المصري والعربي، مازال في حاجة إلى المزيد من الإبداعات القصصية والروائية، التي تجسد بطولات المصريين، لكن الحقيقة أن هذا لا يغفل حقيقة أن هناك أعمالا موجودة بالفعل، تستحق أن توضع في قائمة الضوء، وألا يبخس أصحابها حقهم.

رواية “رجال في الشمس” لغسان كنفافي، والتي صدرت في عام 1963 وتحولت إلى فيلم سوري في عام 1972، تحت اسم “المخدوعون” من أبرز الأعمال التي رفضت الهزيمة، وسعت لتكريس صورة البطل المقاوم، رغم الإحباطات التي تعصف به من كل جانب ورغم أنها تدور بالأساس حول نكبة 48، فإنها كانت دافعا لإذكاء روح المقاومة، في نفوس الكثيرين بعد هزيمة 67.

رجال في الشمس

أما رواية ثرثرة فوق النيل لنجيب محفوظ الصادرة في عام 1966، فقد كانت سببا في الغضب الشديد الذى تعرض له أديب نوبل من قبل المشير عبد الحكيم عامر، وعدد من أعضاء مجلس القيادة إلا أن عبد الناصر تدخل لصالح محفوظ رافضا أي مساس به .

ورغم أن الرواية كتبت قبل عام من هزيمة 67، وتبدو من الوهلة الأولى اجتماعية حيث تدور أحداثها داخل عوامة فوق النيل، يجتمع فيها كل ليلة مجموعة من الأصدقاء، في مجلس” الكيف” ويتناقشون في أمور حياتهم وهموم مجتمعهم، ثم يعود بعضهم إلى منزله ويبقى واحد وهو “أنيس” الذي يقيم بالعوامة، فإنها وصفت بأنها تضمنت عددا كبيرا من الإسقاطات السياسية خلال تلك الفترة.

ولنجيب محفوظ صدرت أيضا رواية “ميرامار” في عام 1967 وتدور حول حدث رئيسي واحد هو الثورة الاشتراكية في مصر، وكيف ينظر مجموعة من الشخصيات التي تمثل أنماطاً مختلفة من النسيج الاجتماعي المصري، إلى هذا الحدث الخطير، وتلتقي هذه الشخصيات على مستوى المكان في بنسيون “ميرامار” في الاسكندرية لصاحبته ماريانا اليونانية، وكلهم يذهبون إلى البنسيون بدافع واحد، هو البحث عن الحب والدفء والأمان الذي افتقدوه.

الأديب الكبير جمال الغيطاني، يعد واحدا من أكثر الذين كتبوا عن الحرب، ورصدوا تأثيراتها على المجتمع المصري، ويعود السبب في ذلك –على ما يبدو– إلى أنه كان مراسلا حربيا ظل على خط النار لفترة طويلة، ففي “حكايات الغريب” يقدم نموذج للمصري الذي يتشبث بالدفاع عن أرضه حتي أخر لحظة في عمره، بينما الأم المصرية دوما في انتظار عودة ابنها من جبهة القتال، كما ترسم شخوص هذا العمل الملحمي نماذج صلبة للمصريين، يصادفها المرء في طريقه في كل شارع وزقاق وحارة، وتهيمن عليها إرادة حديدية في الدفاع عن أرضها.

وفي رواية “الرفاعي” يسلط الضوء على بطل استثنائي، هو إبراهيم الرفاعي مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، والتي وجهت ضربات قاصمة للعدو الإسرائيلي في واحدة من أشد فترات التاريخ المصري صعوبة.

أما رواية “الزيني بركات” للغيطاني أيضا، فتعد واحدة من أشهر الروايات العربية التي تناولت القمع، وتجرى أحداثها في القرن السادس عشر، بصعود الزيني بركات الذى جمع بين السلطتين الدينية والسياسية بعد تعيينه محتسبا، وقد نشرت الرواية لأول مرة في عام 1974 كما ألف أيضا كتاب “على خط النار” الذى يسرد فيه بأسلوب روائى، ما شاهده أيام الحرب، ولديه أيضا كتاب “المصريون والحرب”، الذى يستعرض فيه واقع المجتمع عقب هزيمة يونيو.

الزيني بركات

وتعد رواية “الرصاصة لاتزال في جيبي” لإحسان عبد القدوس، واحدة من أشهر أعماله ويسلط  فيها الضوء على أحوال البلد الاجتماعية، قبل وبعد هزيمة حرب67، محاولا أن يصل إلى الأسباب التي أفضت إلى هذه النتيجة، كما سلط الضوء بشكل واضح على حالة الغضب في صدور المصريين والرغبة القوية لديهم في الثأر.

ومن بين الأعمال التى سلطت الضوء أيضا على نصر العاشر من رمضان رواية “الحرب في بر مصر” ليوسف القعيد، الصادرة في عام 1978، وتدور أحداثها في قرية مصرية قبيل حرب 1973، حيث يتنصل العمدة من إدخال ابنه الجيش خوفا عليه من الحرب، ويرسل بدلا منه ابن خفيره الذي يدعى “مصري” والذى يقوم بنسبته إليه بالتزوير، ويستشهد الشاب خلال الحرب أثناء دفاعه عن بلده ببسالة، وقد تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي حمل اسم “المواطن مصري”.

الحرب في بر مصر

وتتناول رواية “العمر لحظة” ليوسف السباعي بطولات المقاتل المصري خلال فترة حرب الاستنزاف والضربات القوية التي نفذها الجيش المصري خلف خطوط العدو، والتي كبدت الإسرائيليين خسائر ضخمة، واستطاع الكاتب الكبير أن ينصف المقاتل المصري، وأن يظهره في صورته الحقيقة أمام الدعاية الإسرائيلية خاصة بعد هزيمة 67.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock