ثقافة

الخلافة الرقمية.. قنابل تنظيم داعش الإرهابي الموقوتة على الإنترنت (1)

يقدم أحمد شوقي العطار في كتابة “الخلافة الرقمية.. كيف أسس داعش دولته على الأنترنت” إجابات وافية، على عدد كبير من الأسئلة، التي تتردد بين الحين والآخر، حول قصة تنظيم داعش الإرهابي، وكيف تمكن خلال فترة وجيزة من أن يسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق، وسر ضرباته الغادرة التي سقط مئات البشر ضحية لها، حتى في أكثر دول العالم تقدما.

تكمن أهمية هذا الكتاب، الذي يمثل إضافة قيمة للمكتبة العربية في الجهد الاستقصائي الذي بذله المؤلف من أجل أن يرسم ملامح الصورة كاملة أمام القارئ.. ومن شقة في مدينة نصر يبدأ العطار مغامرته لكشف أخطر أسرار تنظيم داعش الإرهابي حيث يقول: “في مطلع عام 2013، كانت مصر لا تزال في قلب التوتر وعدم الاستقرار، في هذه الأجواء الملتهبة التقيت بالجهادي القاعدي أحمد الأنصاري لإجراء حوار صحفي لمجلة روز اليوسف، وكان واحد من الجيل الأخير الذي انضم للقاعدة وحارب في صفوفها قبل أن يعود إلى مصر بلده الأصلي لتلقي العلاج بعد ثورة يناير؛ حيث تعرّض لإصابة في القدم بعد اشتباكات مع القوات الباكستانية، حيث فتحت ثورة يناير وما تلاها من تولى الإخوان السلطة الباب أمام عودتهم فيما عرف بـ”العائدون من أفغانستان”. ونشرت حواري معه قبل 30 يونيو بيوم واحد وتضمن تصريحات مثيرة حول موقف التيار الجهادي، وكيف أنهم يستعدون لاستغلال الفوضى الناشئة عن الإطاحة بالإخوان لتثبيت أقدامهم في مصر.. وخاصة في سيناء، وأنهم سيخوضون حربا شاملة ضد الجيش المصري، ومعظم ما قاله الأنصاري معي حدث بالفعل، اللقاء تم بعد شهر من أول ظهور علني لتنظيم داعش في 8 أبريل 2013، وذكر الأنصاري وقتها أن هناك كيانا جهاديا ضخما أعلن عن نفسه في سوريا، وسيمر بمراحل تطور سريعة وستأخذ مسارا مختلفا عن ذلك الذي اتخذته القاعدة”.

الجماعات الإرهابية في سيناء
الجماعات الإرهابية في سيناء

دولة داعش الرقمية على الإنترنت، التي يكشف الكتاب الكثير من أسرارها تفسر جزءا كبيرا من الحيل النفسية التي اعتمد عليها التنظيم الإرهابي لبث الرعب في قلوب الكثيرين حول العالم، وهو ما يفسر القدر الكبير من الوحشية والدموية التي ارتبطت بها عملياته الإرهابية، وعن هذا يقول العطار في كتابه “البداية الفعلية لدولة داعش الرقمية كانت بعد معركة الموصل عندما استطاع التنظيم السيطرة على مساحة تعادل مساحة بريطانيا تتمثل في نصف الأراضي السورية ونصف العراق تقريبا”.

ويورد العطار تفاصيل ما جرى في الموصل “كان فادي صبي عراقي يتصفح حسابه على تويتر بعد لحظات استوقفته صورة نشرها أحد أصدقائه لأجساد جنود عراقيين بلا رؤوس وفوقها عبارة يحدث الآن في الموصل، شقيق فادي جندي بالجيش العراقي قرر الهرب بعدما استقبل رسائل أخيه، بعد ساعات انتشر فيديو على الإنترنت يوثق  هروب آليات وأفراد الجيش العراقي في اليوم التالي سقطت الموصل في يد داعش بعد معركة الستة أيام التي هزم فيها الجيش العراقي وأسلحته المتطورة، المفاجأة التي كشفتها التحقيقات داخل العراق وخارجه أن الإنترنت ومواقع التواصل كانت من أهم أسباب السقوط التاريخي للمدينة في يد التنظيم الإرهابي”.

ويضيف العطار في كتابه “كانت الخلايا الإعلامية لداعش على الإنترنت تعمل بنشاط استثنائي حيث أطلقت موجة ضخمة من رسائل الترهيب والتهديد بهدف تدمير معنويات الجيش العراقي، بفعل هذه التكتيكات الدعائية على الإنترنت استطاع التنظيم أن يمهد الطريق لهزيمة الجيش العراقي دون مواجهة عسكرية كبيرة”.

داعش

بحسب كتاب الخلافة الرقمية فإن نتائج المعركة كانت مفاجأة حتى لقادة التنظيم الإرهابي أنفسهم فلم يتوقعوا هذا الاكتساح بأقل الخسائر ومنذ هذه اللحظة وضع التنظيم مخطط بتأسيس خلافة رقمية موازية تحتل شبكة الإنترنت.

ويضيف العطار في كتابه “بالنسبة للمنظمات الإرهابية العابرة للحدود تمثل منصات مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام وسائل مهمة واعتمدت خطابات داعش على الإنترنت على الترويج لهدف واحد هو استعادة “الخلافة” وفي نهاية عام 2014، أطلق التنظيم حملة دعائية ضخمة تحت عنوان في عقر دارهم لجذب الأنصار والمؤيدين حول العالم واستطاع داعش بهذه الطريقة تجنيد الآلاف حول العالم وقدر جيف باردين عدد من جندهم داعش حول العالم 3400 عنصر على الأقل في الشهر الواحد خلال عامي 2014 و2015″.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock