انطلقت أمس الأحد في العاصمة القطرية الدوحة منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها الثانية والعشرين في أجواء بالغة الروعة.. وقد عبّر حفل الافتتاح بما قدم فيه من استعراضات وفقرات عن الثقافة العربية والتواصل بين الشعوب وجوانب الالتقاء بين الأمم وعلى راسها الرياضة. بدأت بعرض رحلة الارتحال التي مرت بالبشرية خلال تاريخها الطويل بتعليق صوتي لعبقري السينما العالمية السيد مورجان فريدمان.. ثم الدخول إلى استاد البيت الذي صمم على شكل خيمة عربية، لنشاهد الجِمال التي تعتبر من علامات البيئة العربية المميزة واستعراض غنائي من التراث الخليجي، ليظهر مجددا فريدمان مع الشاب القطري غانم المفتاح ليتبادلا الحديث حول ما يجمع البشر هنا في بيت العرب “الخيمة” حيث الكل مرحب به في بيت الضيافة العربية.. لتتوالى فقرات الحفل الرائع التي تضمنت فقرة عن أغنيات البطولات السابقة، وأخرى غنائية قدمها المغني الكوري جون كوك.. ثم عُرضت لقطات عن بدايات اللعة في البلد المضيف.. قبل أن يلقي أمير قطر كلمة الافتتاح معلنا بدء البطولة.
وفي تمام الساعة السابعة بتوقيت مكة المكرمة انطلقت مباراة الافتتاح بين المنتخب القطري ومنتخب الإكوادور القوي الذي حقق المركز الرابع في تصفيات أمريكا اللاتينية خلف البرازيل والأرجنتين والأورجواي.. كان من المتوقع أن يؤدي المنتخب القطري بشكل جيد، خاصة وأنه خاض فترة إعداد طويلة، واجه خلالها العديد من المنتخبات القوية، وكان أداؤه في كثير من المباريات رائعا.. لكن للأسف جاء أداء القطريين في مباراة الافتتاح مخيبا للآمال، ولم يستطع لاعبو “العنّابي” مجاراة الإكوادوريين الذين بادروا بالتسجيل مبكرا في دقائق المباراة الأولى عن طريق نجم فنر بخشة التركي اللاعب إينر فالنسيا؛ لكن تقنية الفار تشير بإلغاء الهدف بداعي التسلل.
لم تهدأ محاولات رفاق فالنسيا في ظل ارتباك غير مبرر لخط الدفاع القطري.. الذي سرعان ما يتيح الفرصة للمتألق فالنسيا لمواجهة الحارس القطري الذي يضطر لعرقلته، ليحصل الفريق الإكوادوري على ضربة جزاء في الدقيقة الخامسة عشرة؛ ليضعها فالنسيا بثقة أرضية على يسار الحارس الذي اتجه لليمين معلنا عن أول أهداف البطولة.
وتستمر سيطرة الإكوادور على مجريات المباراة في ظل الغياب الكامل للقطريين، وتأتي الدقيقة الثانية والثلاثين لتضيف الإكوادور الهدف الثاني الذي جاء من كرة عرضية من الجانب الأيمن عن طريق أنجيلو بريسيادو الذي أرسلها قوية؛ ليقابلها فالنسيا بضربة رأس قوية مرت على يمين سعد الشيب إلى داخل الشباك.. ويبدو أن عين الحسود قد أصابت اللاعب المتألق فالنسيا؛ ليخرج مصابا قبل نهاية الشوط الأول، ثم يعود للملعب للعب الوقت المحتسب بدلا من الضائع الذي قدره الحكم دانييلي أورساتو بخمس دقائق.
مع بداية الشوط الثاني توالت الهجمات الإكوادورية بينما استمر الحارس الإكوادوري في الاختفاء، بعد الإجازة التي منحها لأنفسهم مهاجمو الفريق القطري.. قبل أن تشهد الدقيقة الثانية والستين أولى الهجمات القطرية عبر عرضية من الجانب الأيسر مرت إلى خارج الملعب بسلام.. ومحاولة أخرى من بيدرو ميجيل لاعب قطر تخرج على يمين حارس الإكوادور إلى خارج الملعب.. قبل أن يحوّل المعز علي كرة عرضية أتت من الجبهة اليمنى- برأسه قوية لتمر بجوار القائم الأيمن للحارس الإكوادوري.
ثم يهدر روماريو أبارا فرصة هدف محقق للإكوادور، بعدما سدد تسديدة قوية من على حدود منطقة الجزاء، تصدى لها سعد الشيب حارس قطر.
ثم تأتي الفرصة الأهم للمنتخب القطري عن طريق لاعبه محمد مونتاري الذي تلقى كرة طولية على حدود منطقة الجزاء، ليسدد بصورة رائعة، ولكن الكرة علت المرمى.. وفي ظل اكتفاء الفريق الإكوادوري بالهدفين.. تشهد المباراة نشاطا نسبيا من القطريين الذين لم يستفيدوا من الدقائق الخمس التي أضافها الحكم لتنتهي المباراة بفوز الإكوادور بثنائية نظيفة.. لتكون سابقة هي الأولى من نوعها بخسارة صاحب الأرض في المباراة الافتتاحية.
بعد هذا الاداء الباهت لا يتوقع أشد المتابعين تفاؤلا أن يذهب “العنّابي” بعيدا في هذه البطولة، في ظل قوة المنافسَين الآخرَين في المجموعة، هولندا والسنغال اللذين سيلتقيان مساء اليوم، ويخوض المنتخب الإنجليزي مباراته الأولى اليوم أيضا أمام إيران، وفي نفس المجموعة تلعب الولايات المتحدة ضد منتخب ويلز الغائب عن البطولة منذ عام 1958.