لم تكن أغاني رمضان القديمة قليلة العدد، بل كانت على كثرتها ذات بريق؛ ما زال مشعًّا إلى الآن، رغم مضي عشرات السنين على إنتاجها.. وفي هذا المقال سنكمل ما بدأناه في المقال السابق من إلقاء نظرة سريعة على أغنيات شهر رمضان المبهجة، والتي لا تخلو من مسحة إيمانية بأداء رائع من أهم المطربين في مصر.
وعلى رأس هؤلاء المطربين الفنان محمد فوزي الذي قدَّم أكثر من أغنية لرمضان من ألحانه، وما زالت أشهر تلك الأغنيات وأكثرها إذاعة إلى الآن أغنية (هاتوا الفوانيس يا ولاد) كلمات عبد العزيز سلام. وله أيضًا أغنية (البيت منور)، وأغنية (بشراك يا صايم) كلمات الشاعر محمود بيرم التونسي.
ومن كلمات الشاعر بيرم التونسي أيضًا غنى الفنان فريد الأطرش من ألحانه أنشودة (هلِّت ليالي حلوة وهنية). “ليالي رايحة وليالي جاية، فيها التجلي دايم تملي، ونورها ساطع من العلالي، هلِّت ليالي حلوة تشتاق إليها، وفيها ليلة الله عليها، القدر فيها الله أكبر يوعدنا بيها، الله أكبر ويارب توبة في العُمر نوبة، وتكون قريبة تسعد أمالي، في كل لحظة أقول ياربي إنت اللى اسمك يُسُر قلبي، على جمالَك الله أكبر، على جلالَك الله أكبر، كل التمني لو ترضى عني وأعيش مهنِّي ولا أُبالي…”
ومن الأغاني القديمة التي أعدت خصيصًا لاستقبال شهر رمضان أغنية (مرحب مرحب يا رمضان) للفنان محمد قنديل ومن ألحان الموسيقار عزت الجاهلي. كما غنى أيضًا الفنان عباس البليدي أكثر من أغنية لرمضان مثل أغنية (يا واحشنا يا رمضان)، وأغنية (هلالك في السما نوَّر)، وأنشودة (يا صايمين رمضان).
أما الفنان والملحن سيد إسماعيل والذي اشتهر بأغنية (كنافة وقطايف)، فله أيضًا أغنيتان عن استقبال شهر رمضان من ألحانه هما أغنية (هل هلالك يا رمضان)، وأغنية (رمضان كريم وسعيد).
ومن ألحان الفنان أحمد عبد القادر صاحب أغنية وحوي يا وحوي غنى الفنان كمال حسني أغنية لرمضان بعنوان (رمضان كريم) من كلمات سعيد عبد الكريم. ومن ألحان الفنان محمد فوزي غنى المطرب أحمد سامي أغنية لشهر رمضان بعنوان (شهر الكرم). أما المطرب عبد اللطيف التلباني فله أغنية بعنوان (فرحة رمضان) من ألحان فؤاد حلمي، كما اشترك أيضًا في أوبريت فوانيس رمضان.
وهناك للفنان والملحن سيد مكاوي الذي اشتهر بأدائه لأنشودة المسحراتي من كلمات الشاعر فؤاد حداد، أغنية أخرى لاستقبال شهر رمضان من ألحانه بعنوان (هل هلالك يا رمضان). وللملحن والمطرب أحمد عبد الله أغنية قديمة مفعمة بالبهجة عن رمضان بعنوان (تلاتين ليلة وتلاتين يوم) من كلمات حسيب غباشي وألحان كامل أحمد علي.
وللفنان كارم محمود أغنية (على نور الفوانيس) وهي ذات إيقاع موسيقي مختلف عما هو معتاد لأغاني رمضان، كما صوَّر للتلفزيون أغنية في الثمانينيات من ألحانه بعنوان (أهلًا يا حبيبنا يا رمضان). ولوداع رمضان غنى كارم محمود أغنية بعنوان (وداع رمضان) من ألحانه وكلمات عبد اللطيف البسيوني الذي أنشد أيضًا من كلماته أنشودة المسحراتي أو (اصحى يا نايم) وكانت هي الأخرى من ألحانه.
كما تعاون الملحن حسين فوزي مع المطرب محمد رشدي في أكثر من أغنية لرمضان مثل: أغنية (رمضان السنة دي)، وأغنية (رمضان الخير هل علينا)، ولكن تظل أغنية (يا بركة رمضان) من كلمات الشاعر محمد الشهاوي وأداء محمد رشدي، التي أنتجت عام 1966هي الأكثر بريقًا وشهرة والأكثر استماعًا حتى الآن. وتقول كلماتها: “يا بركة رمضان خليكي في الدار، يا بركة رمضان املي دارنا عمار، يا بركة رمضان خليكي م العام للعام عايشة معانا، احنا قلوبنا بتسعد بيكي، وانتي الهدى لنفوس حيرانة، جايبة الخير دايمًا وياكي، والدنيا بتسعد بلقاكي، أرواحنا بالشوق حاضناكي يا هدية من ربنا لينا، مع رمضان دايمًا بنشوفك والرحمة شايلاها كفوفك …”.
كما غنى أيضًا الفنان محمد رشدي أغنية ذات طابع ريفي لرمضان بعنوان (رمضان له فرحة وهوليلة) من كلمات حسين طنطاوي وألحان محمد صادق. وإذا كان من اللافت للنظر أن كل الأغاني السابقة وأغنيات أخرى غيرها كانت من غناء مطربين رجال – فإن المطربات أيضًا كان لهن باع طويل مع أغاني رمضان، وهذا ما سنلقي عليه الضوء في مقالات قادمة.
