رياضة

مصر وغانا.. تعادل وتحسن في الأداء المصري.. بعد خروج صلاح!

بأداء مقنع جدا في الشوط الثاني.. خرج المنتخب المصري بتعادل مستحق في لقائه مع غانا.. الغريب أن التحسن لم يظهر على أداء المنتخب المصري إلا بعد إصابة وخروج محمد صلاح، الذي مازال أداؤه مع المنتخب يمثل لُغزا كبيرا.. بدأت المباراة بأداء باهت من المنتخب المصري، بعد إصرار المدرب روي فيتوريا على تفضيلاته المُحيِّرة.. مع أداء عنيف من لاعبي المنتخب الغاني في ظل حماية الحكم الجابوني الذي بدا متوترا ومنفعلا على صورة غير طبيعية في تعامله مع لاعبي المنتخب المصري؛ على عكس تعامله مع لاعبي غانا.

بدأ فيتوريا المباراة بتشكيل مكوّن من: الشناوي أمامه حجازي وعبد المنعم وفي الطرفين عمر عبد الواحد ومحمد حمدي، وفي الوسط شارك النني وإمام عاشور وحمدي فتحي وفي الهجوم صلاح ومرموش ومصطفى محمد.

بداية حذرة من جانب المنتخب المصري الذي بدا أنه لم يُفق بعد من تعادله في المباراة السابقة أمام موزمبيق المتواضع.. وتشهد الدقيقة الثالثة أولى الهجمات الغانية التي تنتهي بتسديدة بين يدي الشناوي، تعقبها هجمة تنتهي بانفراد وينقذ الشناوي مرماه مجددا؛ لكن الحكم يشير باحتساب تسلل.

بعد مرور نحوٍ من عشر دقائق تراجع خلالها المنتخب المصري معطيا -عن طيب خاطر- زمام الأمور للمنتخب الغاني الذي اكتسب الثقة، مستمرا في أدائه الخشن ومحاولاته الهجومية، مع محاصرة صلاح ومنعه من تشكيل أدنى خطورة على المرمى الغاني، تحصل مصر على ركنية في الدقيقة الرابعة والعشرين يلعبها صلاح ويتصدى لها جوردن ثم ترتد الكرة إلى منتصف الملعب، ويحتسب الحكم خطأ لصالح مصر.

أظهرت النصف ساعة الأولى من المباراة عدم قدرة المنتخب المصري على السيطرة على نصف الملعب في وجود النني رغم جهود حمدي فتحي الواضحة، كما بدا استمرار عدم التفاهم الكارثي بين حجازي وعبد المنعم في الدفاع.. بينما أثبت الأداء الهجومي الغائب تماما أن صلاح بلا أدنى تأثير؛ بل إن أداءه السلبي يؤثر بشكل واضح على أداء مرموش ومصطفى محمد.. ويظل العنوان الأبرز لمجريات اللقاء هو العنف الغاني وغياب الروح عن أداء المصريين.

في الدقائق الأخيرة من عمر الشوط يطلب صلاح التغيير، ويخرج وينزل مصطفى فتحي بديلا له. فور نزول فتحي يتسبب في هدف في شباك الشناوي، بعدما تلكأ في إبعاد كرة قطعها عمر كمال، حاول فتحي مراوغة اللاعب الغاني بتمرير الكرة من بين قدميه، لكن اللاعب قطعها ومررها إلى ساليسو عبد الصمد ومنه إلى قدوس الذي كان في مواجهة المرمي خارج منطقة الجزاء، ليسددها قوية على يمين الشناوي بعد فشل النني البطيء ومعه إمام عاشور في عمل “بلوك” أمام اللاعب.. لينتهي الشوط الأول بتقدم غانا على منتخبنا بهدف دون رد.

في الشوط الثاني تحسّن أداء المنتخب المصري على نحو ملحوظ.. حتى أن البعض عزا ذلك إلى تحرر معظم لاعبي المنتخب من قيود أداءٍ، يفرضه وجود صلاح -غير الموفق- في الملعب.

في الدقيقة الحادية والخمسين ينجح عبد المنعم في إحراز هدف التعادل لمصر، لكن الحكم الجابوني يلغي الهدف بداعي التسلل بعد العودة لتقنية الڤار.

بعد إلغاء الهدف يستمر المنتخب المصري في أدائه الهجومي، ويسدد عمر مرموش كرة من داخل منطقة الجزاء ينجح حارس غانا في تحويلها إلى ركنية.. ويتواصل الهجوم المصري الذي زادت فعاليته على نحوٍ واضح باشتراك تريزيجيه بديلا للنني.. وينجح مرموش في إحراز هدف التعادل بعد استغلال خطأ وقع فيه المدافع إيناكي ويليامز بإرجاع كرة قصيرة لحارسه.. خطفها مرموش وراوغ الحارس وسددها أرضية داخل المرمى.

لم يهنأ المصريون بهدف التعادل إذ سرعان ما استغل قدوس حالة “توهان” انتابت عبد المنعم الذي تمركز على نحو خاطئ؛ حاجبا الرؤية عن الشناوي الذي كان متقدما؛ ليركن قدوس الكرة على يمين الشناوي -غير الموفق- داخل الشباك.

بعد الهدف الغاني واصل المنتخب المصري هجماته عن طريق تريزيجيه النشط الذي انطلق في الدقيقة الخامسة والسبعين على نحوٍ رائع ممررا كرة أرضية داخل منطقة الجزاء لمصطفى محمد الذي وضعها داخل الشباك من بين قدمي الحارس الغاني محرزا هدف التعادل لمصر.

تراجع أداء المنتخب الغاني عقب الهدف، وبدا المنتخب المصري أكثر ثقة في تحقيق الفوز بعد تألق إمام عاشور دفاعا وهجوما، وتريزيجيه الذي صنع الفارق مثبتا أنه لا غني عنه في الفترة الحالية.

مع انتهاء الوقت الأصلي يجري فيتوريا تبديلا بنزول مروان عطية وخروج مرموش، وتستمر السيطرة المصرية إلى أن يُطلق الحكم الجابوني صفارته معلنا نهاية المباراة بعد سبع دقائق احتسبها بدلا من الوقت الضائع، شهد آخرها ضربة ركنية لغانا خرج الشناوي فيها على نحوٍ خاطئ، كان من الممكن أن يتسبب في هدف ثالث لغانا لكن الكرة ذهبت إلى خارج الملعب.

ويلتقي المنتخب المصري يوم الاثنين المقبل في العاشرة مساء مع منتخب كاب فيردي الذي يلتقي موزمبيق اليوم في الرابعة عصرا.. ويكون المنتخب المصري قد تمتع بأفضلية يوم راحة إضافي، لكن المتوقع أن يحسم كاب فيردي مسألة صعوده اليوم في حال تحقيقه الفوز أو حتى التعادل مع المنتخب الموزمبيقي.

بقي أن أشير إلى أن أداء المنتخب المصري اليوم قد كشف عن عدد من النقاط لا بد من إبرازها بخصوص قيادة المدير الفني روي فيتوريا للمنتخب وخطط الرجل واختياراته، وهي محل انتقاد كبير من كثيرين.. بالنسبة لحراسة المرمى، الشناوي ليس في أفضل حالاته، ولا مانع على الإطلاق من إعطاء “أبوجبل” فرصة اللعب أمام كاب فيردي، كما يجب إراحة حجازي المباراة القادمة وإشراك ياسر إبراهيم، وسيكون لذلك أثر كبير في ضبط الإيقاع الدفاعي المفتقد إلى الآن.. أما إشراك مروان عطية بديلا للنني منذ بدء المباراة القادمة؛ فبالتأكيد أن الأمر لم يعد محلا لنقاش.. وبخصوص مشاركة صلاح، فقد أثبت الأداء المصري أمام غانا في شوط المباراة الثاني أن استكمال شفائه من الإصابة يجب أن يأخذ وقته دون تسرُّع.. وفي النهاية لن يصح إلى الصحيح.. فلا مجال للعناد من جانب السيد فيتوريا.. وعليه أن يتخلى عن تفضيلاته “العجيبة” حتى تستمر مسيرة المنتخب المصري في الكان.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock