في فيلمه “بحبك” يعزف تامر حسني على الوتر نفسه حيث يقدم شخصية “الچان” الذي تقع في غرامه النساء من النظرة الأولى، مع مزيج من المشاهد الرومانسية والكوميدية، وهى الخلطة نفسها التي يعتمد عليها تامر في أفلامه منذ فترة ليست بالقصيرة.
يزدحم الفيلم بعدد كبير من الأغنيات التي يؤديها تامر حسني بشكل أخلّ كثيرا بالسياق الدرامي وبناء وتطور الأحداث، ما جعل العمل في بعض الأحيان أقرب ما يكون لفيلم غنائي، بالرغم من أنه ليس كذلك.
من ناحية الأرقام.. حقق الفيلم إيرادات كبيرة احتل بها المركز الثاني في قائمة أفلام العيد؛ حيث حقق 342 مليون جنيه خلال أسبوعين. شارك تامر حسني في البطولة هنا الزاهد وحمدي الميرغني نجم مسرح مصر وهدي المفتي ومدحت إسماعيل.
تدور أحداث الفيلم حول “علي” الذي ينحدر من أسرة ثرية، ويغرم بفتاة اسمها “حبيبة” هنا الزاهد، والتي تجمعه بها الصدفة أثناء قيامه برحلة ترفيهية برفقة أصدقاء المقربين، إلا أنه –ومن سوء حظه– يجتمع مرة أخرى بحبيبته “ياسمين” التي انفصل عنها منذ أعوام، في الفترة التي بدأ الارتباط فيها بحبيبة.. ما جعله بين نارين.
الفكرة الأساسية التي يناقشها الفيلم، هي فكرة الصراع الحاد الذي يشتعل في أعماق البطل، الذي يعيش لحظات بالغة الصعوبة، ويتخبط فيها فيتنقل من النقيض إلى النقيض، وهو ما يتابع المشاهد تفاصيله في عدد كبير من المواقف الغريبة والمضحكة في الوقت نفسه.
الفيلم يعد أول تجربة إنتاجية لتامر حسني، الذي قام بتأليفه بالإضافة إلى بطولته، وهو ما يفسر هذا الكم الكبير من الأغاني التي ربما حرص على تطعيم العمل بها؛ مقارنة بأفلامه السابقة والتي جاءت على حساب المضمون، بشكل لا يخفى على عين المشاهد العادي.
ما من شك في أن تامر حسني مطرب كبير؛ لكن الانطباع الذي يخرج به المتفرج بعد مشاهدة الفيلم أن الحبكة الدرامية لا تبدو محكمة، وأن السرد السينمائي ليس متقنا.. ففي أحيان كثيرة نجد أنفسنا إزاء مشاهد غنائية لا تبدو موظفة، وكوميديا تبدو مفتعلة.. بينما في كل مشهد نجد البطل، وهو محطات بعشرات الفاتنات اللاتي يقعن في غرامه من النظرة الأولى.
الفيلم احتوى على عدد من العبارات غير اللائقة، وردت على لسان فتيات من عينة “هتصيع علينا” التي تلفظت بها صديقات هنا الزاهد تعليقا على وقوعها في غرام تامر حسني من النظرة الأولى في أحد الفنادق، و”حياة أمك” التي تفوه بها البطل.
اسم الفيلم “بحبك” أيضا يبدو مثارا لعلامات استفهام واسعة، فالكلمة قصيرة ومختزلة ولاتخرج عن لفظ مقتضب ينطق به الشخص عندما يعبر عن مشاعره لمحبوبته.. مشاهد كثيرة تبدو بعيدة عن إطار المنطق ولاتثير أى نوع من الضحك مثل المشاهد الذي تحاول فيها هنا الزاهد خلع حذائها للرد على تامر حسني بعد مغازلته لها، وعندما تجد صعوبة في ذلك تطلب منه أن يقدم لها المساعدة؛ فيتسجيب لذلك بعد أن شكا من تأخرها في ضربه بالحذاء!
مشاهد الرقص كثيرة جدا في العمل، علاوة على مشاهد الإغراق في الشراب، والتي لا تبدو موظفة دراميا، ومن بينها مشهد لهنا الزاهد فقدت فيه وعيها بشكل كامل، وهو ما اضطر البطل إلى أن يقوم بقيادة سيارتها وتوصيلها إلى منزلها.
حمدي الميرغني في دور “حسين” الذي يعمل لدى علي؛ حمل على عاتقه مهمة إضفاء المسحة الكوميدية على الفيلم، عبر عدد من القفشات والمواقف المضحكة، ومن بينها مشهد معرض السيارات المملوك لعلي، والذي عاد من إجازة قصيرة ليجده وقد تحول إلى أنقاض.
الفيلم مع هذا كله يبدو متشابها إلى حد كبير مع فيلم “عمر وسلمى” فتامر حسني يلعب الدور نفسه وهو الشاب “المودرن” الذي تقع الفتيات في غرامه من النظرة الأولى وفي كلا الفيلمين يعد واحدا من أبناء الأثرياء وعلية القوم فهو في فيلم ” بحبك” يعيش في فيلا ويمتلك معرض سيارات فارهة، كما كان واحدا من أبناء الطبقة نفسها في الفيلم السابق.
مشاهد الفيلم في أغلبها تجري بعيدا عن الشارع والحارة المصرية، حيث تجري بين جدران الفيلا وعلى حمامات السباحة في عدد من المنتجعات الفاخرة الخاصة بالكبار، وتأتي الموسيقى الأجنبية في الخلفية في أحيان كثيرة.
رغم الإيرادات الكبيرة التي حققها الفيلم؛ فإن الإنطباع الذي يخرج به المتفرج بعد مشاهدته أنه لم ير جديدا، فالخلطة نفسها لتامر حسني ولا فارق كبير بين “بحبك” و”عمر وسلمى”.