رياضة

القمة بيضاء نتيجة وأداء.. وجرس إنذار للأهلي قبل لقاء مازيمبي

انتهت القمة الكروية بين الزمالك والأهلي بفوز الفريق الأبيض بهدفين لهدف، بعد مباراة متوسطة المستوى استطاع المدير الفني للزمالك جوزيه جوميز إدارتها على نحو جيد معظم فترات المباراة، بداية من الأداء الحذر والمنكمش  للدفاع خلال الربع ساعة الأولى من عمر اللقاء، ثم التحول إلى الهجوم خلال الدقائق الأخيرة من زمن الشوط والذي أسفر عن هدف التقدم بقدم سيف الجزيري الذي تلقى بينية ناصر ماهر وسدد في المرمى في مواجهة شوبير الذي استطاع صد الكرة في المرة الأولى؛ لكن الكرة ارتدت لسيف الذي أودعها شباك الأهلي أمام ربيعة “المتثاقل”. لينتهي الشوط الأول بهدف دون رد للفريق الأبيض.

بالنسبة لفريق الأهلي فقد واصل مارسيل كولر اعتماده على الفرنسي موديست في الهجوم دون مبرر منطقي، إذ لا يختلف اثنان على أن اللاعب يشكل عبئا على الفريق، خاصة أن الفلسطيني وسام أبو علي قدّم أوراق اعتماده بأداء جيد خلال مشاركاته القليلة، لم يكتف كولر بإشراك موديست، فأشرك كريم نيدفيد في وسط الملعب، وهو البعيد عن المباريات منذ فترة، في وجود السولية العائد بقوة.

في الدفاع استمر محمد عبد المنعم في ارتكاب الأخطاء الكارثية والتي شاركه فيها رامي ربيعة، وأسفرت عن انفراد زيزو بالمرمى في الدقيقة السادسة، لكن ربيعة أصلح خطأه واستحوذ على الكرة مجددا، وسقط زيزو مصابا، ما ادى بعد ذلك إلى خروجه في الدقيقة السابعة عشرة ونزول ترافيس موتيابا بديلا له.

خلال الشوط الأول حاول فريق الزمالك من خلال أداء متوازن ألا يصاب المرمى الأبيض بهدف مبكر يعقّد حسابات جوميز،  وبرز من لاعبيه عمر جابر ودونجا في وسط الملعب، بينما اتسم أداء عبد الله السعيد بالبطء، وظهر ناصر ماهر على نحو جيد، توج بصناعته لهدف الزمالك الأول.

 خلال الشوط الأول حاول عمر كمال صنع بعض الهجمات عن طريق إرسال عرضيات لم تكن في معظمها متقنة، لم يجد دفاع الزمالك صعوبة في إبطالها، ولم يبد خلال المباراة أن التفاهم بين هاني وعمر كمال في الجانب الأيمن على أفضل ما يكون، أما في اليسار فلم يكن معلول في مستواه واتسم أداؤه بالبطء الشديد ووضح عليه الإرهاق.. ولم ينتج معلول خلال هذا الشوط سوى كرة واحدة أبعدها عواد في وجود موديست غير المتداخل.

مع بداية الشوط الثاني خرج فتوح للإصابة وشارك الزناري بديلا له، كما سارع كولر بإخراج موديست ونيدفيد وطاهر وإشراك وسام أبو علي والسولية ورضا سليم، في استجابة سريعة نسبيا للتغيير من جانب كولر المعروف بتأخير التغييرات حتى الربع ساعة الأخير من عمر المباراة.. لكنه تأخر في إشراك أحمد عبد القادر إلى الدقيقة السبعين بعد خروج هاني.. قبل هذا التغيير أجرى الزمالك تغييرين بنزول نيمار بديلا لعبد الله السعيد، وخروج أحمد حمدي ونزول محمد شحاته.

 بمجرد نزول عبد القادر زادت الفاعلية الهجومية للأهلي، ووضح التفاهم بينه وبين وسام.. وينجح عبد القادر في إحراز هدف التعادل في الدقيقة الرابعة والسبعين من عرضية أرضية لعبها رضا سليم داخل منطقة الجزاء، قابلها عبد القادر بتسديدة على يسار الحارس عواد داخل الشباك وسط حراسة مدافعي الأبيض.

لم يستغل الأهلي حالة لاعبي الزمالك بعد الهدف، لإحراز هدف التقدم، بل تراجع دون مبرر منطقي وسمح للاعبي الزمالك باستعادة زمام المبادرة التي أسفرت عن محاولة الجزيري إحراز هدف من كرة أخطأها محمد عبد المنعم، لكن ربيعة استطاع إنقاذ الموقف، ويحتسب الحكم إبراهيم نور الدين اللعبة ضربة جزاء، لكنه ألغاها بعد مراجعة الفار دون إنزار الجزيري الذي استحق الإنذار.

لم ينتبه لاعبو الأهلي لخطورة هجمات الزمالك بعد تلك اللعبة وواصل المدافعون أداءهم “المستهتر” الذي أسفر عن هدف الفوز للزمالك بقدم سيف الجزيري في الدقيقة السابعة والثمانين من عرضية داخل منطقة جزاء الأهلي حاول الدفاع  وشوبير تشتيت الكرة؛ لكنها وصلت للجزيري الذي أسكنها الشباك أرضية علي يمين شوبير.

احتسب نور الدين ست دقائق وقتا بديلا عن الوقت الضائع، ذهبت معظمها دون لعب بسبب إخفاء الكرات من جانب الصبية جامعي الكرات؛ لتنتهي المباراة بفوز الزمالك، وهو الفوز الأول له على الاهلي في الدور الأول من الدوري منذ فبراير 2003.

ربما تطلق هذه الهزيمة جرس إنذار للسيد كولر قبل مباراة مازيمبي في نصف نهائي دوري الأبطال، والمقرر إقامتها عصر السبت القادم في لوبومباشي بالكونغو- قبل أن تحدث الكارثة،  وعليه تحديدا أن يراجع نفسه بشأن إشراك موديست في المباريات القادمة، وبالنسبة للاعبين أيضا خاصة محمد عبد المنعم الذي كثرت أخطاؤه بسبب الثقة الزائدة والميل للاستعراض، ورامي ربيعة الذي تتسبب هفواته وعدم تفاهمه مع منعم في أهداف كثيرة.. أما معلول فعلى إدارة الاهلي أن تبحث له عن بديل، في ظل تذبذب مستواه بسبب الإجهاد الشديد، أما قفشة فما زال أداؤه يمثل لُغزا لا ندري له حلا.. والحقيقة أن عمر كمال وكوكا ووسام ورضا سليم والسولية وعبد القادر؛ لا بد أن يكونوا حاضرين من البداية في اللقاءات القادمة مع عودة مروان عطية، وضبط الأداء الدفاعي دون تعالٍ.

استحق الزمالك الفوز لأسباب عديدة، ولم يكن الأهلي جديرا به لكثرة ما وقع من أخطاء.. ورب ضارة نافعة.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock