ترجمة: كريم سعد
حين نتحدثُ عن أفلام هذا العام، لا يمكننا أن نغض الطرف عن تشابهها مع أعمال العام الماضي، كونهما يتماثلان في نفس الظروف الوبائية، وفي حين أنَّ الصناعة السينمائية لازالت تتعرض للتأخيرات المستمرة، وتذبذب مستوى بعض الأفلام، فقد عُرضت نسبة مقبولة من الأعمال الجيدة هذا العام، حتى أن قائمة أفضل 10 أفلام لا يمكن أن تحتويها بأكملها، ولكننا سنستعرض في السطور القادمة ما يُمكن حصره منها.
10. صاروخ أحمر (من إخراج: شون بيكر)
لا تثق أبدا برجل يربو عمره على الخامسة والثلاثين، ويسمي نفسه ميكي، فهذا هو الدرس الأول من دروس الحياة في فيلم (الصاروخ)، حيث الصورة الدنيوية التي رسمها مخرج فيلم “مشروع فلوريدا” “شون بيكر” والتي تدور حول نجم الأفلام الإباحية المُعتزل (سايمون ريكس) والذي يعود إلى جذوره في تكساس، وبرغم أن مسار الأحداث لا يأخذ ميكي ولا يأخذنا إلى أي جهة أو هدف بحد ذاته، لكن الفيلم في مجمله تحسن مشاهدته دون أي غضاضة.
9. الأمهات الموازية (من إخراج: بيدرو ألمودوفار)
في أحيانٍ كثيرة، حيث تشاهد فيلم لـ “ألمودوفار” يبدو الأمر وكأنَّه “لم الشمل” مع صديقك الأوروبي المفضل.. وبينما تدور أحدث أعماله – حول إطار من الإمومة والرومانسية – فإنَّ هناك توجه “ميلودرامي” واضح في جنباته، حيث نرى “بينيلوبي كروز” و”ميلينا سميث” في قصة مليئة بالحنان والتعاطف مع لمسة “ألمودوفار” المميزة.
8. هيا هيا (من إخراج: مايك ميلز)
يتخلى الصحفي الإذاعي “خواكين فينيكس” عن العزوبية من أجل الأبوة بالوكالة، حيث تطلب منه أخته “جابي هوفمان” رعاية ابنها البالغ من العمر 8 سنوات “وودي نورمان” ويصوغ “ميلز” هنا بهدوء حكايته البسيطة – والتي تم تصويرها باللونين الأبيض والأسود – بجمال حلو ومر في آنٍ واحد.
7. فرسان العدل (من إخراج: أندرس توماس جنسن)
تخيل فيلم “الفرقة الانتحارية” بدون معارك المؤثرات البصرية الممتلئة بأسماك القرش التي ترتدي سراويل لسبب غير مفهوم.. حيث تدور أحداث “الفيلم الدنماركي” حول “مادس ميكلسن” القائد البحري الخشن الذي يسعى للانتقام لزوجته التي قتلت، ويصطحب معه ابنته المراهقة ومجموعة متنوعة من غرباء الأطوار، للحصول على مراده.. ويُعد العمل هو تحفة صغيرة من كوميديا الحركة العبثية، مع أصالة الروح الاسكندنافية اللطيفة.
6. سبنسبر (من إخراج: بابلو لارين)
لا شك أن اختيار “كريستين ستيوارت” – فتاة كاليفورنيا الرائعة – في دور الأميرة ديانا لم يكن مجرد حيلة، بل كان اختيار عبقري لتجسيد رحلة السيرة الذاتية التي يُخرجها “لارين” وعلى الرغم من أنَّ الدراما التي تشبه الأحلام للمخرج التشيلي تُغطي بضعة أيام فقط في حياة ديانا، إلا أنَّ الفيلم تمكن من التقاط الجوهر الكامل لشخصيتها المتمردة واستطاع أن يُظهر الحياة الواقعية والسريالية لها في آنٍ واحدٍ.
5. قودي سيارتي (من إخراج: ريوسوكي هاماجوتشي)
ليس من السهل أن تجد دراما يابانية مدتها ثلاث ساعات تمر دون أن تشعر بها، وهذا هو ما يحدث وأنت تحت تأثير شعور الفيلم، والذي يستند إلى قصة لـ “هاروكي موراكامي” والتي تحمل نفس الاسم، وتدور أحداث الفيلم حول فنان من طوكيو “هيديتوشي نيشيجيما” نستعرض من خلاله، تحدي اليأس والرغبة والسيطرة، في حبكة جميلة ومشوقة للغاية.
4. الابنة المفقودة (من إخراج: ماجي جيلنهال)
تلعب “أوليفيا كولمان” دور أكاديمية تبلغ من العمر أربعين عامًا يصبح ملاذها الفردي في سفرها لقضاء أجازة في جزيرة يونانية برفقة زميلها “داكوتا جونسون”؛ أمرًا صعب تحقيقه، حيث تطاردها ذكرياتها الخاصة عن الأمومة.. ويعد هذا الظهور الأول للمخرجة “جيلنهال” والتي قدمت عرضا رائعا لا يحد أبدًا من جوهر الفكرة.
3. الفرار (من إخراج جوناس بوهير راسموسن)
هل يُمكن أن يفوز فيلم رسوم متحركة وثائقي بجائزة أفضل فيلم؟ ربما قد يكون حلمًا بعيد المنال، لكن “الفرار” هو نوع من الأفلام التي تعتقد أنها يُمكن أن تفعلها، فعرض “راسموسن” للرحلة المروعة التي قام بها طالب ثانوي من كابول إلى الضواحي الدنماركية كلاجئ، هو عرض مضحك وحزين وحميم ولا يقل جودة عن أي عرضٍ حي.
2. قوة الكلب (من إخراج جين كامبيون)
بعد مرور 12 عامًا على فيلهما الأخير، عادت “كمبيون” بفيلم “نوير”– مصطلح يقصد به دراما الجريمة الأنيقة في هوليوود– غربي مشحون بالإثارة، حيث “بنديكت كومبرباتش” في دورٍ مرعب، في أدائه السام مع أخت زوجته الجديدة الهشة “كيرستن دونست” وابنها المراهق “كودي سميث ماكفي”.
1. بيتزا عرق السوس (من إخراج بول توماس أندرسون)
قد تضيع الشبيبة على الشباب، لكنها لا تضيع على صُناع الأفلام، حيث نرى هذا العام العديد من المؤلفين عادوا إلى جذورهم، فنرى أيرلندا في الستينات “كينيث براناغ” في “بلفاست”|، وإيطاليا في الثمانينات “يد الرب” لـ “باولو سورينتينو”، ولندن في التسعينات (جوانا هوغ في التذكار – الجزء الثاني). لكن رؤية أندرسون تتميز عن الأعمال الأخرى، حيث نرى في فكرته الرئيسية حلم مشمس من حقبة “نيسكون” لأطفال ذوي زلاجات في وادي “سان فرناندو” والفيلم من بطولة “كوبر هوفمان” والذي يقوم بدور “جاري فالنتين” وهو ممثل مراهق يحاول التقرب من امرأة تكبره سنًا “آلانا حاييم”. وتجسد رواية “أندرسون” الرقيقة والمضحكة أمل وعبث الشباب في سن مراهقتهم.