فن

فيلم “عمهم”.. بطولة جماعية وأكشن مغلف بالكوميديا

أكثر من 30 مليون جنيه حقهها فيلم “عمهم” منذ دخوله ماراثون أفلام عيد الأضحى في 7 يوليو الجاري، الإقبال الكبير على مشاهدة الفيلم يعود في جزء منه إلى خلطة الأكشن المغلف بالكوميديا، التي اشتهرت بها أعمال محمد إمام بطل الفيلم.

جزء كبير من نجاح الفيلم، يعود إلى أنه يضم نخبة كبيرة من النجوم، الذين استطاع المخرج حسين المنباوي أن يخرج من الغالبية العظمي منهم؛ أفضل ما فيهم في فيلم يمكن لجميع أفراد الأسرة مشاهدته.

الفنان القدير رياض الخولي خرج في فيلم “عمهم” من عباءة الصعيدي التي ظلت تلازمه في أغلب أعماله خلال السنوات الماضية، حيث جسّد شخصية زعيم عصابة لا يتورع عن إطلاق النار من سلاحه الخاص على أي رجل من رجاله إذا فكر للحظة في عدم إطاعة أوامره.

أما النجم محمد سلام والذي يلعب دور “سعيد” أقرب أصدقاء محمد إمام “سلطان” في  الفيلم فإنه يعتبر وبلا منافس صاحب أكبر جرعة كوميدية في العمل، حيث استطاع من خلال ردود أفعاله وقفشاته أن يجبر المشاهدين على الضحك حتى وهم يتابعون مشاهد درامية ومطاردات بالغة التعقيد.

كما يؤدي الفنان سيد رجب باقتدار دور “الحاج” الذي يبدو في الظاهر كرجل محسن يوزع اللحوم على الفقراء، بينما يتورط في صراعات مع خارجين عن القانون بسبب إتجاره في العملة والآثار.

محمد أنور نجم مسرح مصر؛ رغم أنه ظهر كضيف شرف في الفيلم فإنه أدى واحدا من أجمل المشاهد الكوميدية في الفيلم، وهو يدير حوار مع الخبير الصيني حيث طلب من العصابة أن يحصل على عشرة مليون دولار نظير الترجمة قبل أن يقبل بمائة جنيه فقط ويغادر المكان، وهو يردد “أنا أصلا مريض نفسي والعلاج جاب معايا نتيجة”.

وحدها أيتن عامر لم تقدم جديدا؛ وبدا أداؤها باهتا وغير مقنع، في المشاهد التي ظهرت خلالها داخل فيلا سلطان، بوصفها صديقته قبل أن تصل ابنة الحاج التي وقعت في غرام الملاكم الذي أنقذ حياة أبيها إلى المكان برفقة عدد من صديقاتها للاحتفال بعيد ميلاد سلطان.

تدور أحداث الفيلم حول سلطان، الذي يعمل في مركز رياضي برفقة صديقه سعيد، حيث تقودهما الصدفة إلى إنقاذ حياة الحاج، الذي يطلب من سلطان أن يصبح واحدا من رجاله، ويتصاعد بعد ذلك الصراع بين اثنين من كبار زعماء العصابات وهما رياض الخولي وسيد رجب.

ويجد سلطان نفسه متورطا في قلب الصراع، بعد نجاحه في اختطاف شاحنة تابعة لرياض الخولي تحمل مطبعة لتزوير الأوراق المالية وبداخلها خبير صيني كان يستعد لشرح تفاصيل تشغيلها لرجال الخولي.

سلطان وسعيد بعد مرحلة مطبعة الدولارات، ينضمان خلال فترة قصيرة إلى نادي الأثرياء برفقة الحاج، حيث ينتقلان للعيش في فيلا، ويتركان الشقة التي كانا يقيمان بها بأحد الأحياء الشعبية، حيث  تتوالى الأحداث والمفارقات بعد ذلك

مشاهد المعارك والأكشن في الفيلم، تضمنت الكثير من المبالغات خاصة في المشهد الذي يقفز فيه سلطان من أعلى المبنى، ليهبط واقفا على قدميه أمام شاحنة العصابة المنافسة، قبل أن يتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل.. وأيضا مشهد قفز محمد إمام وهدى المفتي من شباك أحد الفنادق شابته مبالغات كثيرة.

لكن مشهد الهروب من المستشفي –في المقابل– من الواضح أنه استغرق مجهودا كبيرا، من محمد إمام ومن مخرج العمل ومن بقية الممثلين، الذين شاركوا فيه.. عدة دقائق حبس المشاهد فيها أنفاسه؛ متابعا بشغف ما سوف تسفر عنه هذه المطاردة المثيرة، والتي يضيق فيها الخناق شيئا فشيئا حول سلطان، مع تتر البداية حيث يصبح المشاهد شغوفا بمعرفة من يتصارع مع من، وما السر وراء استهداف هؤلاء المسلحين لمريض يحاول الهرب من المستشفى بالركض من شارع إلى شارع.

ما سر اللون الأصفر لشعر سلطان؟ هذا هو السؤال الذي لم أجد له جوابا من المشهد الأول للفيلم، وحتى ظهرت كلمة النهاية، فالبطل وهو سلطان ملاكم بالأجر يعيش في منطقة شعبية، ولم يتردد لحظة واحدة بسبب الفقر والضغوط الاقتصادية في أن يصبح وصديقه من رجال “الحاج” أملا في الحصول على بعض الأموال التي تكفل لهم بعضا من الحق في الحياة وهؤلاء المسحوقين بالطبع لايهتمون بصبغ شعرهم باللون الأصفر، وحتى لو حرصوا على أن يتمتعوا ببنية جسدية قوية، فإنهم يفعلون ذلك لأنهم يرون في القوة الجسدية مصدرا للكسب المادي يجب استثماره، وهو ما ظهر بوضوح في العمل حيث كان سلطان يحصل عند الفوز على خصومه على 50% فقط مما يستحق، بينما يتقاسم آخرون ثمن الدماء التي نزفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock