أكد سياسيون ومؤرخون ومثقفون؛ أن ثورة 23 يوليو تظل واحدة من أهم صفحات التاريخ المصري؛ إذ استطاعت أن تحوّل الكثير من أحلام المواطن البسيط في الحياة الكريمة إلى حقائق على الأرض، بعد القضاء على الطبقية البغيضة التي سادت خلال العهد الملكي.
وأضافوا خلال ندوة “سبعون عاما على ثورة 23 يوليو” التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة الثلاثاء أن محاولات البعض التشكيك في هذه الثورة الوطنية، قد تحطمت على صخرة الكثير من الإنجازات التي تحققت بفضلها؛ مشددين على أن محاولات تشويه بعض الرموز الوطنية التي صنعت التاريخ لأغراض معينة؛ أصبحت حيلا بالية لا تنطلي على أحد.
وانتقد الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، المحاولات التي يقوم بها البعض للنيل من ثورة يوليو، والتي كان لها أثر بالغ على تغيير مختلف أوجه الحياة في مصر، بشهادة جميع المؤرخين المنصفين.
وأضاف أن ثورة 23 يوليو يكفيها فخرا أنها ألغت الملكية بكل ما تحمله من مساوئ، وحوّلت مصر إلى النظام الجمهوري، الذي أصبح فيه أبناء البلد هم من يتولون صناعة القرار وإدارة المؤسسات، وأشار إلى أن الإنجازات الكثيرة لهذه الثورة تطلب منا جميعا أن نحوّل ذكراها السنوية إلى مناسبة للاحتفال، وليس لإهالة التراب على جزء عزيز من تاريخنا المجيد، الذي يجب أن تفخر به الأجيال القادمة التي هى في أمسِّ الحاجة إلى من ينقل لها الصورة كاملة، ومن هنا تبدو أهمية مثل هذه الندوات والمؤتمرات في نشر الوعي بحقائق التاريخ المصري.
ومن جانبه أشار الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث إلى أن الأوضاع في مصر بعد ثورة 23 يوليو اختلفت بصورة جذرية عما كانت عليه قبلها فقد تغيّر كل شىء تقريبا، ولاشك أن الثورات تبقى دائما محلا للمراجعة والنقد، لكن هذا ليس بالطبع مبررا لبعض الدعاوى غير المنصفة في هذا الصدد والتي تتكرر في المناسبة نفسها كل عام تقريبا.
وشدد على ضرورة إحياء ذكري ثورة يوليو، بندوات علمية تسلط الضوء على حقيقتها بعيدا عن النقائص، التي يحاول البعض إلصاقها بها منذ سنوات طويلة؛ لافتا إلى أنه مع الوقت ثبت أن الفشل هو مصير دعوات التشكيك في ثورة يوليو.
وبدوره قال الدكتور على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية أن كل هذه الزخم الذي نشهده يؤكد حقيقة مهمة وهى أن ثورة يوليو مازالت حية وحاضرة بقوة في وجدان ووعي المصريين، رغم مرور أكثر من 70 عاما على قيامها.
وأضاف أن النقاشات حولها وحول ما أحدثته من تأثير سوف تتواصل فهذه هى طبيعة الأحداث التاريخية الكبرى التي تظل محلا للدراسة والتحليل بحكم من أحدثته من تأثيرات بالغة، وثورة يوليو بالطبع ليست استثناء من هذا الأمر.
وقال أننا جميعا يجب أن نتذكر حقيقة هامة وهى أن هذه الثورة حولت الكثير من أحلام المصريين إلى واقع معاش على الأرض، وهذا الأمر يدركه جيدا كل مُلم ومطلع على طبيعة الأوضاع في مصر قبل يوليو 1952.
وأضاف.. اللافت للنظر أن الكثير من التحديات التي واجهتها ثورة يوليو، مازالت موجودة اليوم ونلمسها جميعا خاصة فيما يتصل بقضية استقلال القرار الوطني المصري.
ومن ناحيته قال الإعلامي جمال الشاعر أن ثورة 23 يوليو مثلت عند قيامها قفزة إلى المستقبل بكل معنى الكلمة، حيث تجاوزت مصر حلقة مفرغة كانت تعيش فيها طويلا، وقطعت شوطا كبيرا إلى الأمام، ويكفي هذه الثورة الدور الكبير الذي قامت به على مدى سنوات طويلة من أجل إعادة بناء الإنسان في مصر، ومنحه كل مقومات المواطنة التي كان يفتقد لها قبل قيامها ومن بينها حقه في التعليم.
وأضاف أنه يحسب لثورة يوليو أنها نجحت في الاستفادة من قوة مصر الناعمة وجعلها أداة للتأثير في المحيط العربي والإفريقي بما يخدم المصالح والقضايا الوطنية مشددا على أن الدروس المستفادة من ثورة يوليو كثيرة، وتتطلب منا فقط أن نقرأ التاريخ بعمق وإنصاف، وعلينا أن نتذكر هنا كيف أحيت هذه الثورة الروح المصرية والوطنية في نفوس جميع المصريين الذين وجدوا من يقول لهم للمرة الأولى “أخي المواطن ارفع رأسك”.