دويتو كوميدي يرسم البهجة على الشفاه من أول مشهد حتى أخر مشهد، هكذا يجتمع الممثل الكبير ماجد الكدواني مع الفنانة القديرة هند صبري؛ ليقدما معا فيلم “فضل ونعمة” في كوميديا عائلية راقية.
كوميديا الموقف تبدو مسيطرة على العمل بشكل واضح، حيث تجري الأحداث في إطار مشوّق حافل بالإثارة والأحداث المتسارعة، التي تبقى حالة الضحك “للركب” مسيطرة على المشاهدين، وفي ظل الجهد الكبير المبذول من فريق العمل؛ ليس مستغربا بأي حال.. هذا النجاح الكبير للفيلم وحصيلة إيراداته الكبيرة بعد أيام قليلة من عرضه.
السهل الممتنع هو الوصف الدقيق الذي يمكن إطلاقه على الأداء التمثيلي لماجد الكدواني وهند صبري؛ فرغم أنهما لم يتخصصا في الأدوار الكوميدية فقط طوال مشوارهما الفني؛ إلا أن المخرج رامي صبري استطاع أن يفجر كل الملكات الكوميدية الكامنة لديهما.
ويضم الفيلم بالإضافة إلى النجمين، كلا من بيومي فؤاد ومحمد شاهين ومحمود حافظ ومحمد رضوان، ياسمينا العبد، الطفل إسماعيل أحمد الجندى وعدد من ضيوف الشرف منهم محمد ممدوح.
ميزة أخرى في فيلم “فضل ونعمة” هى أنه ليس مخصصا لشريحة سنية معينة، فهو فيلم عائلي يمكن لجميع أفراد الأسرة صغارا وكبارا مشاهدته معا، لخلوه من مشاهد العنف والإثارة واعتماده على الأداء الكوميدي الراقي.
تدور أحداث الفيلم حول “فضل” الذي يقوم بدوره ماجد الكدواني وزوجته “نعمة” هند صبري اللذين تدفعهما ظروفها إلى افتتاح مطعم منزلي؛ يسعيان من خلاله إلى التغلب على مصاعب الحياة التي زادت وطأتها، خاصة بعد تسريح “فضل” من عمله.
يستغل “قطب” أحد أصدقاء “فضل” طيبته الزائدة، ويقوم بإخفاء شحنة من المخدرات في منزله، وبعد القبض على “قطب” تحاول موظفة بالشركة التي يديرها بيومي فؤاد كستار لإخفاء تجارة الكيف، استعادة المخدرات من منزل “فضل” و”نعمة”؛ ولكنها تفاجأ بأن العمارة التي بها الشفة، مملوكة لعقيد يفرض على المكان ترتيبات أمنية مشددة، ويقيد حركة الدخول والخروج.
لا تتوقف الأمور عند هذا الحد.. حيث تعلن الشركة عن تنظيم مسابقة للطهي بين ثلاثة من المطاعم الصغيرة، ويقرر “فضل” و”نعمة” خوض السباق، وهما يحلمان بالفوز والحصول على الجائزة وقيمتها 500 ألف جنيه، والتي تضمن لهما حل الكثير من المشاكل التي تقض مضجع الأسرة الصغيرة.
يحمل الزوجان كل مستلزمات الطهي؛ لكنهما ينسيان الملح فيكلان أمر إحضاره إلى الخادمة المشغولة دوما بالهاتف، عن كل ما يجري حولها إلى الحد الذي يجعلها تلقي بالملابس إلى سلة القاذورات بدلا من القمامة؛ فتحضر الخادمة العلبة الخطأ التي تحوي البودرة المخدرة، وليس علبة الملح الأسيوي.
تنتهي “نعمة” من إعداد “الشكشوكة”. وحده بيومي فؤاد يدرك حقيقة الأمر عندما يتعرف على فضل ونعمة من الصور التي أرسلتها إليه مساعدته على الهاتف في وقت سابق، ويدرك أنهما الشخصان اللذان أخفى لديهما “قطب” المخدرات.
تتطور الأمور سريعا عندما يتساقط خبراء الطهي واحدا تلو الآخر، قبل أن يعلن إلغاء المسابقة، ويخيم الحزن على “فضل” و”نعمة” اللذين تحوّل حلمهما في الخلاص من الفقر إلى كابوس.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث يجد “فضل” و”نعمة” نفسيهما في قبضة “مكارم” التي تفصح لهما عن طبيعة علاقتها بقطب، ويرتعدان خوفا وهى تتفقد كميات هائلة ومتنوعة من الأسلحة البيضاء، كما تخبرهما بأنهما قاما بوضع مخدرات تبلغ قيمتها 3 ملايين جنيه، على طبق “الشكشوكة” وإنها سيدفعان الثمن غاليا.
وسط حفلة من الرعب واستعراض أنواع متعددة من الأسلحة البيضاء ووسائل التعذيب بالكهرباء؛ تبلغهما “مكارم” بعرضها وهو أن تشتري لهما عربة الطعام التي كانا يحلمان بها مقابل أن يقوما باستغلالها في ترويج شحنة المخدرات المخزنة لديهما، ويسددا مبلغ الـ 3 ملايين جنيه الذي تسببا في ضياعه عندما وضعا عبوة كاملة من البودرة على طبق شكشوكة.
تتطور الأحداث سريعا حيث يخرج “فضل” مع “نعمة” من مأزق ليجدا نفسيهما في قلب مأزق آخر.. فبعد دقائق قليلة من إطلاق “مكارم” سراحههما يتم القبض عليهما لاستجوابهما بشأن الشكشوكة الملغومة بالمخدرات. وطوال الوقت يحاول “فضل” جاهدا أن يدفع عن نفسه تهمة الاتجار بالمخدرات قائلا للمحققين “إحنا بتوع الشكشوكة يا أخوانا.. إحنا مش بتوع مخدرات” وبعدها يتلقيان عرضا بأن يقوما بدور عميلين سريين من أجل كشف بقية أفراد التشكيل الإجرامي.
وبشحنة حماسية من ضابط الشرطة وبدافع من سخرية أطفالهما يقرران أن يقبلا بأن يقوما بالدور، وتجري الأحداث بعد ذلك في إطار كوميدي، حيث يكتشفان في نهاية المطاف أنهما قد وقعا ضحية للعصابة التي استغلتهما في ترويج المخدرات.