مختارات

الرابحون والخاسرون من ممر “البهارات والتطبيع” (2/1)

بقلم: حسين عبد الغني، إعلامي وصحفي مصري

نقلًا عن موقع عروبة 22

حسين عبد الغنيلأنّ العالم تحوّل إلى حلبة صراع مفتوح، لا تتوقف فيه الهجمات والهجمات المرتدة، بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة، والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى، فإنّ التنبؤ السياسي بمستقبل تطوّر ما، يظلّ حذرًا ومتجنّبًا الوصول لخلاصات جازمة خاصة في حالة “سائلة” كالتي تمرّ بها العلاقات الدولية حاليًا.

رغم ذلك يمكن اعتبار أنّ ممر “بهارات” الذي أُعلن عنه خلال قمة العشرين الأخيرة بالهند، كجولة من جولات هذا الصراع، قد نتج عنه عدد من الرابحين وآخر من الخاسرين على المدى القصير، أي بشكل مؤقت قابل للتعديل في المدى الأبعد.

إسرائيل.. الرابح الأول – يكفي باختصار شديد أن نشير فقط إلى المكاسب التالية:

– أكبر نجاح تُحقّقه دولة في أيّ مشروع متعدّد الأطراف، هو أن تتبنّى الدول الداخلة فيه اقتراحًا قدّمته هذه الدولة وهذا ما تحقّق لإسرائيل. فالمشروع في مساره العربي/ الإسرائيلي قُدّم عام ٢٠١٧ من قبل وزير المواصلات الإسرائيلي آنذاك “إسرائيل كاتس” واعتمده دونالد ترامب وقتها في إطار الاتفاقات الابراهيمية.

– هذا المقترح أعادت إسرائيل إحياءه قبل فترة في تجمّع “I2U2” الذي يضمّ أمريكا والهند والإمارت وإسرائيل، وكل ما فعله جو بايدن هو أنه قام بتوسيعه ليشمل الهند – خصم الصين الحدودي والحضاري – ليضرب بها نفوذ بكين في آسيا وأوراسيا والشرق الأوسط بخلق هذا الممر المنافس لطريق الحزام والحرير الصيني.

– عدّد بنيامين نتنياهو والخبراء الإسرائيليون مكاسبهم ووصفوها بأنها “أكبر نعمة حصلت عليها إسرائيل”، وأنها تمثل قفزة تاريخية في مكانة وقيمة الكيان ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في العالم، لدرجة أنهم عدّوه ميلادًا جديدًا للدولة ربما لا يقلّ أهمية عن تاريخ نشأتها عام ١٩٤٨.

– في تقدير مؤسسة الأمن القومي لدولة الاحتلال سيجعل الممر الجديد إسرائيل – وهي الدولة الدخيلة – الأولى في الشرق الأوسط كمفصل رئيسي لحركة التجارة العالمية.

– يدمج إسرائيل إقليميًا في تطبيع فعلي دون ضجيج مع السعودية أهمّ دولة في النظام العربي حاليًا دون حلّ للقضية الفلسطينية، وربما بأسلوب جديد لا يحتاج التطبيع فيه إلى إعلان رسمي.

– مكاسب إسرائيل – على عكس باقي الفائزين – هي مكاسب فورية، وكل ما تفعله حاليًا هو أنها تفرك يديها ابتهاجًا وانتظارًا لقطف الثمار، إذ إنها من الناحية العملية جاهزة، فقد سبق وأن مدّت خط سكة حديد من الجليل الأعلى وحيفا حتى “بيسان” على نهر الأردن، ولم يعد متبقيًا من السكك الحديدية في هذا الممر إلا الجزء العربي المقترح الذي يشمل الأردن والسعودية والإمارات.

– الخطة المقترحة تزيد من عمق التحوّل الحاصل في السياسة الهندية في عهد ناريندرا مودي نحو إسرائيل، وتحوّل من كانت في عهد نهرو وانديرا حليفًا للعرب وفلسطين إلى حليف استراتيجي لتل أبيب، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أنّ نيودلهي هي أكبر مستورد في العالم للسلاح الإسرائيلي.

– من المكاسب الواضحة أنّ اتفاق الممر قادر على أن يحلّ واحدة من أخطر الأزمات الوجودية لإسرائيل وهي الانقسام الداخلي بين حكومة أقصى اليمين المتطرّف وكل من مؤسسة القضاء ومؤسسة الأمن القومي والتيار العلماني وجماهيره. هذا الانتصار يسوقه نتنياهو لحلفائه كنصر سياسي يستدعي الحفاظ عليه. أن تقوم الحكومة بتأجيل هذه التشريعات لمدة عام ونصف، وينتهي بالتالي الانقسام الوطني وينتهي معها أيضًا واحد من أخطر الخلافات التي عرفتها العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بسبب رفض واشنطن هذه التشريعات لاعتدائها على الديمقراطية.

إسرائيل.. الرابح الأول – يكفي باختصار شديد أن نشير فقط إلى المكاسب التالية:

– أكبر نجاح تُحقّقه دولة في أيّ مشروع متعدّد الأطراف، هو أن تتبنّى الدول الداخلة فيه اقتراحًا قدّمته هذه الدولة وهذا ما تحقّق لإسرائيل. فالمشروع في مساره العربي/ الإسرائيلي قُدّم عام ٢٠١٧ من قبل وزير المواصلات الإسرائيلي آنذاك “إسرائيل كاتس” واعتمده دونالد ترامب وقتها في إطار الاتفاقات الابراهيمية.

– هذا المقترح أعادت إسرائيل إحياءه قبل فترة في تجمّع “I2U2” الذي يضمّ أمريكا والهند والإمارت وإسرائيل، وكل ما فعله جو بايدن هو أنه قام بتوسيعه ليشمل الهند – خصم الصين الحدودي والحضاري – ليضرب بها نفوذ بكين في آسيا وأوراسيا والشرق الأوسط بخلق هذا الممر المنافس لطريق الحزام والحرير الصيني.

– عدّد بنيامين نتنياهو والخبراء الإسرائيليون مكاسبهم ووصفوها بأنها “أكبر نعمة حصلت عليها إسرائيل”، وأنها تمثل قفزة تاريخية في مكانة وقيمة الكيان ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في العالم، لدرجة أنهم عدّوه ميلادًا جديدًا للدولة ربما لا يقلّ أهمية عن تاريخ نشأتها عام ١٩٤٨.

– في تقدير مؤسسة الأمن القومي لدولة الاحتلال سيجعل الممر الجديد إسرائيل – وهي الدولة الدخيلة – الأولى في الشرق الأوسط كمفصل رئيسي لحركة التجارة العالمية.

– يدمج إسرائيل إقليميًا في تطبيع فعلي دون ضجيج مع السعودية أهمّ دولة في النظام العربي حاليًا دون حلّ للقضية الفلسطينية، وربما بأسلوب جديد لا يحتاج التطبيع فيه إلى إعلان رسمي.

– مكاسب إسرائيل – على عكس باقي الفائزين – هي مكاسب فورية، وكل ما تفعله حاليًا هو أنها تفرك يديها ابتهاجًا وانتظارًا لقطف الثمار، إذ إنها من الناحية العملية جاهزة، فقد سبق وأن مدّت خط سكة حديد من الجليل الأعلى وحيفا حتى “بيسان” على نهر الأردن، ولم يعد متبقيًا من السكك الحديدية في هذا الممر إلا الجزء العربي المقترح الذي يشمل الأردن والسعودية والإمارات.

– الخطة المقترحة تزيد من عمق التحوّل الحاصل في السياسة الهندية في عهد ناريندرا مودي نحو إسرائيل، وتحوّل من كانت في عهد نهرو وانديرا حليفًا للعرب وفلسطين إلى حليف استراتيجي لتل أبيب، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أنّ نيودلهي هي أكبر مستورد في العالم للسلاح الإسرائيلي.

– من المكاسب الواضحة أنّ اتفاق الممر قادر على أن يحلّ واحدة من أخطر الأزمات الوجودية لإسرائيل وهي الانقسام الداخلي بين حكومة أقصى اليمين المتطرّف وكل من مؤسسة القضاء ومؤسسة الأمن القومي والتيار العلماني وجماهيره. هذا الانتصار يسوقه نتنياهو لحلفائه كنصر سياسي يستدعي الحفاظ عليه. أن تقوم الحكومة بتأجيل هذه التشريعات لمدة عام ونصف، وينتهي بالتالي الانقسام الوطني وينتهي معها أيضًا واحد من أخطر الخلافات التي عرفتها العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بسبب رفض واشنطن هذه التشريعات لاعتدائها على الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock