رؤى

الكيان الصهيوني في الميديا وعلى الأرض.. يكذب ولا يتجمل

صرّح النائب السابق في مجلس العموم البريطاني جورج جالاوي أن الحكومة الإسرائيلية تراجعت عن الاتهامات الكاذبة التي أطلقتها بشأن اغتصاب فتيات إسرائيليات في هجوم السابع من أكتوبر، كما قلّصت عدد الضحايا من الأطفال من أربعين زعموا أن رءوسهم قد قُطعت، إلى طفل واحد ميت لم تقطع رأسه ولا يُعرف من قتله.

تبين أيضا أن ثُلثي الإسرائيليين الذين قتلوا في ذات الهجوم كانوا من العسكريين، أما الثلث المتبقي فقد قضى جزءٌ منه على يد جنود جيش الدفاع.

وقد دعا جالاوي إلى محاسبة أولئك الذين يتمتعون بالنفوذ في إسرائيل وينشرون الدعاية المعاكسة وذلك لأنهم “مجرمو حرب تسببوا في إراقة الكثير من الدماء التي ستلاحقهم وتلطخ سمعتهم إلى الأبد”.

ربما يُحسن السيد جالاوي الظن بالساسة الصهاينة، أو ربما كان ليس على معرفة كافية بطبيعة الكيان المؤقت الذي يعتبر الأكاذيب جزءًا رئيسا من مقوِّمات وجوده.

يجب أن يتوقف هذا الفيض المتدفق من الأكاذيب.. إلى متى تخدع إسرائيل نفسها بشأن الحقائق على أرض المعركة في غزَّة.. ما تستخدمونه من أكاذيب فج ومكشوف ومثير للضحك والرثاء في آن.. هذه التعليقات وغيرها كتبها صهاينة صحافيون وكتاب وإعلاميون؛ بل وساسة سابقون منهم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.

المعركة التي يخوضها الكيان وداعموه عبر الوسائط الرقمية والفضاء الإلكتروني، تضمّنت عددا من الأكاذيب بشأن تقليل خسائرهم البشرية ما يصل بالأمر غالبا إلى التعمية التامة والتكتم الشديد؛ حتى أن السلطات اعتقلت صحفيا يدعى “إفرائيم مردخاي”، على خلفية تصريحات أدلى بها، بشأن مشاهدته جثثا مكدسة بالعشرات لجنود من جيش الاحتلال في أحد مشافي تل أبيب.. وأضاف مردخاي أن الجيش يرفض تسليم الجثث لذوي الجنود، في محاولة لإخفاء حجم الخسائر الفادح؛ هروبا من موجات عارمة من الغضب ستجتاح المجتمع بأسره بسبب هذا الفشل الذريع.

فضائح التضليل جذبت العديد من المواقع والصحف لاستقصاء الحقيقة وراءها.. الجارديان أدلت بدلوها من خلال تقرير نشرته عن موقع التحقق من الحقائق “FullFact” والذي كشف عن تطور سريع في وتيرة الروايات الصهيونية المُضللة، واتهام الفلسطينيين بتزييف مقاطع المعاناة والضيق.. وقد استعانوا بمشاهد تصوير من فيلم لبناني قصير.. وكان من السهل كشف زيف هذا الادعاء.

اللافت أن الآلة الإعلامية الصهيونية قد بلغت مستوى مزريا من انعدام الكفاءة دفعهم لتزييف العديد من المقاطع التي تظهر -على عكس الحقيقة- تقدمهم في عمليات الاجتياح البري للقطاع منها مقطع لكلاب مدربة على دخول الأنفاق، زعموا أنها تهاجم أحد مقاتلي المقاومة.. لكن المقطع أظهر أن الشخص المهاجم يرتدي أكمام التدريب الحمائية.. ليصبح المقطع مثار تندر الكثيرين من الصهاينة أنفسهم.

المنشورات والمقاطع الكاذبة التي تروجها الميديا الصهيونية على المنصات لا تصمد كثيرا أمام أدوات كشف الأكاذيب.. فيضطر صانعوها لحذفها بعد أن تكون قد حققت العديد من التفاعلات والمشاهدات منها مقطع “الدمية” الشهير الذي نُشر بزعم استخدام الفلسطينيين لِدُمى في تصوير مشاهد قتل الأطفال تحت القصف الوحشي الصهيوني.. وبعد ثبوت صحة المقطع وعدم ظهور دُمَى.. حُذف المنشور الذي كان قد شوهد مليون ومئتي ألف مرة.

يحاول جيش الدفاع تجميل صورته القبيحة بوصفه أسوأ وأحقر جيش احتلال عرفته الإنسانية عبر تاريخها الطويل- بطرق عديدة منها استخدام المجندات الحسناوات في صفوفه لتقديم رقصات تنشر في مقاطع عبر المنصات المختلفة؛ في محاولة لإسباغ صفة النعومة والجمال على قوات الاحتلال الهمجية.. لكنهم بالغوا في الأمر على نحو ضاعف من سوء سمعة الجيش المشهور بتعدد حالات الاغتصاب والحمل السِّفاح والانتحار في صفوفه على نحو لا يمكن إنكاره أو التحايل عليه.

المؤكد أن ساسة الكيان وإعلامه لن يتوقفوا عن ترويج الأكاذيب؛ مهما بلغت درجة الكشف والفضح لهذه الممارسات القذرة.. فلا قِبل لهم على مواجهة الحقائق، أو مواجهة المجتمع الهش المنهار بها.. تخوض إسرائيل معركتها الأخيرة التي يوقن كثيرون أن نتائجها ستكون كارثية على الكيان في كافة الأحوال.. لأن الزلزال قد وقع بالفعل، ولا سبيل لإعادة الزمن قبل يوم السابع من أكتوبر.. يوم اكتشفت إسرائيل أنها أوهى مما يتخيل أحد، وإن ساندتها كل قوى البغي في العالم.. فالحقيقة الساطعة تقول أنه لا يمكن إنقاذ شخص هو ميت بالفعل.. فهل يُفلح نتنياهو وعصابته في إخفاء جثة إسرائيل ذاتها كما فعل مع جثث جنوده المقتولين في غزّة؟!

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock