رياضة

الأهلي “الواقعي”.. يبدد أحلام رفاق “بنزيما”!

في مباراة من أفضل مباريات الأهلي في كأس العالم للأندية، حقق بطل إفريقيا ونادي القرن في القارة السمراء، فوزا غاليا على نادي الاتحاد السعودي -المدجج بنجوم الكرة العالمية- بثلاثة أهداف مقابل هدف؛ ليصعد المارد الأحمر للدور قبل النهائي لملاقاة فلومينينسي البرازيلي يوم الاثنين القادم في الثامنة مساء بتوقيت القاهرة.. وتبدو فرص الأهلي قوية للوصول إلى نهائي الكأس لأول مرة في تاريخه.

فوز الأهلي عمّق جراح أبناء الجزيرة العربية الذين لم ينسوا فوز الأحمر برباعية على الهلال في مباراة تحديد المركز الثالث في نفس البطولة قبل عامين.. كانت المنافسة بين الأندية المصرية والسعودية، قد اشتدت بعد استقدام المملكة لعدد من اللاعبين ذوي الأسماء الكبيرة في الدوريات الأوروبية، وإن كان أغلبهم في نهاية مشواره الاحترافي.. تبع تلك الخطوة حملة إعلامية تقلل من قيمة الدوري المصري، وتعتبره أقل من منافسة دوري روشن.. بعد هذه التطورات قابل نادي الزمالك نادي النصر الذي ضم كريستيانو رونالدو إلى صفوفه، واستطاع الأبيض الخروج متعادلا بعد أداء جيد.. ثم كان لقاء الليلة معقد آمال الجماهير السعودية في إثبات التفوق على الأندية المصرية، خاصة بعد الأداء الجيد الذي قدمه الاتحاد في مباراة افتتاح البطولة أمام أوكلاند سيتي النيوزلندي قبل أيام، حين فاز النمور بالثلاثة.

بالنسبة للنادي الأهلي لم تكن الظروف قبل المباراة على أفضل ما يكون بعد أربع تعادلات محليا وإفريقيا.. وظهور عيوب بالجملة في أداء الفريق تمثلت في إهدار أسهل الفرص بغرابة شديدة، وظهور معظم لاعبي الفريق في حالة إرهاق واضح وعدم تركيز رغم حصولهم على راحة أسبوع كامل قبل مباراتهم الأخيرة أمام بلوزداد الجزائري والتي شهدها استاد برج العرب، وانتهت بالتعادل السلبي، بعد أداء هجومي في الشوط الأول شهد إضاعة العديد من الفرص، بينما جاء الشوط الثاني مخيبا للآمال بعد تراجع أداء الأهلي، وتركه زمام الأمور في وسط الملعب للفريق الجزائري الذي لم يكن يطمع في أكثر من التعادل مع كبير القارة.

في ظل هذه الأجواء المحبطة توقع الكثيرون هزيمة الأهلي.. لكن الجهاز الفني كان له رأي آخر؛ إذ بدأ بالإعداد النفسي للاعبين قبل المباراة وتحفيزهم للوصول للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخ النادي، ثم دراسة فريق الاتحاد ووضع الخطة المناسبة التي اعتمدت على الضغط واستغلال المساحات والسيطرة على منطقة المناورات وخلق الفرص من خلال الكرات الطويلة والاستفادة من سرعة الشحات وإمام عاشور، مع تكليف هاني بالمهام الهجومية التي تزيد من خطورة بيرسي تاو على مرمى الخصوم.. وتأمين الدفاع بالالتزام الصارم من جانب عبد المنعم وياسر إبراهيم.

أثمرت الخطة المحكمة عن نتائجها الإيجابية مبكرا، وكان الأهلي قريبا جدا من التقدم في الدقيقة السادسة، لولا يقظة حجازي، وجاء رد فابينيو بعد دقائق بتسديدة قوية؛ لكن الشناوي كان لها بالمرصاد.

في الدقيقة العشرين من عمر المباراة، وإثر هجمة خاطفة للأهلي يبعد المدافع حسن كادش الكرة بيده من أمام كهربا، ليحتسب الحكم الفنزويلي ضربة جزاء؛ يضعها معلول في منتصف مرمى المعيوف الذي توقعها على يساره؛ ليحرز معلول أول أهداف اللقاء.

وتشهد الدقائق التالية تألقا ملحوظا من دفاع الأهلي وحارسه، الذي توّج تألقه في الشوط الأول بصد ضربة جزاء احتسبها الحكم إثر لمس عبد المنعم للكرة بيده داخل منطقة الجزاء بعد كرة عرضية مشتركة مع حجازي أخطأت رأس الاثنين.. سدد بنزيما الكرة قوية على يمين الشناوي الذي كان متواجدا في المكان والزمان مستعيدا ضربة جزاء لوكا مودريتش التي أنقذها العام الماضي في الدور قبل النهائي.. ويرفض كهربا مضاعفة النتيجة، بعد إهداره انفراد تام بالمعيوف إثر كرة قصيرة أعادها حجازي إليه؛ ليخرج الأهلي فائزا في الشوط الأول بعد أداء واقعي جدا ومقنع إلى حد بعيد.

في بداية الشوط الثاني يضطر الاتحاد إلى عمل تغييرين إثر إصابة زكريا هوساوي ومهند الشنقيطي؛ ليشارك بدلا منهما مد الله العليان وأحمد بامسعود.

بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني كاد فيصل الغامدي أن يحرز هدف التعادل بعد تسديدة قريبة من المرمى ارتطمت بقدم الشناوي ومرت قبل أن يردها القائم إليه ليمسكها بسهولة.. ضياع هذا الهدف أحبط لاعبي الاتحاد، وأفقدهم التركيز لبضع دقائق؛ ليستغل كهربا ذلك ويهدي الكرة للشحات داخل الصندوق ليضعها في الارتفاع القاتل على يسار المعيوف محرزا الهدف الثاني للأهلي.

عقب الهدف أعلن الشحات وأكرم توفيق عن دعمهما للصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية برفع علامة النصر ووضع اليد الأخرى خلف الظهر على طريقة “حنظلة”.

في الدقائق التالية للهدف بدا الإرهاق الشديد واليأس على معظم لاعبي الاتحاد، وظهر بنزيما “المصاب” وكأنه يحارب وحيدا، لتأتي الدقيقة الرابعة والستين من عمر المباراة لتحمل للنمور رصاصة الرحمة بقدم إمام عاشور.. الذي قضى نهائيا على أحلام رفاق بنزيما وفابينيو وكانتي في عبور عقبة الأهلي الكبير.

وفي الدقيقة التاسعة والسبعين ينجح المعيوف في إبعاد تسديدة أرضية قوية لمروان عطية إلى ركنية، قبل أن يطرد الحكم موديست لاعب الأهلي الذي تعمّد ضرب حجازي في وجهه في كرة مشتركة.. شارك موديست لمدة ثلاث دقائق فقط قبل طرده؛ وقد أظهر كثيرون من جماهير الأهلي على السوشيال ميديا فرحنهم بطرد اللاعب الذي صار أكبر علامة استفهام في الفريق!

قبل نهاية الوقت الإضافي ينجح بنزيما في إحراز هدف الشرف للاتحاد من كرة صددها حجازي قوية برأسه وصلته من ركنية، نجح الشناوي في إبعاد الكرة إلا أن بنزيما كان أقرب إليها فأودعها سقف المرمى.. لتنتهي المباراة بفوز الأهلي وصعوده للدور نصف النهائي.. مع آمال كبيرة لخوض المباراة النهائية، في حين يخرج الاتحاد من البطولة المقامة على ملعبه بعد أن اصطدم بكبير إفريقيا الذي لا يرحم.. حسب تعبير أحد المعلقين السعوديين.

عقب المباراة وأثناء احتفالهم بالفوز الثمين- رفع لاعبو فريق الأهلي علم فلسطين؛ تضامنا مع الشعب الفلسطيني العظيم في وقفته البطولية أمام آلة الاحتلال الصهيوني الوحشية التي لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية منذ أكثر من سبعين يوما.. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها ملاعب المملكة العربية دعما وتأييدا وتضامنا مع القضية الفلسطينية، عقب اندلاع الأحداث الأخيرة.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock