رياضة

مصر تصعد للدور الثاني.. بعد تعادل ثالث مع كاب فيردي

عجيب هو أمر المنتخب المصري لكرة القدم في بطولة كأس الامم الإفريقية الحالية المقامة في كوت ديفوار، ظروف وملابسات لم يعشها هذا المنتخب من قبل في ظل وجود المدرب روي فيتوريا الذي  يعتمد “العِنَاد” طريقا له في طريقة إدارته للفريق..  ليظهر المنتخب المصري في دور المجموعات في هذه البطولة كما لم يظهر من قبل، وتكون المُحصّلة ثلاثة تعادلات بنتيجة واحدة هي 2/2، ومع تكرار نفس النتيجة تكررت ذات الأخطاء بالاعتماد على لاعبين بعينهم ليسوا على  مستوى الجاهزية المطلوب؛ ليثبت لنا المدرب البرتغالي أن التكرار لا يُفلح  دائما ف تعليم “الشُطّار”.

بدأ منتخبنا بتشكيل مكوّن من:  محمد الشناوي في حراسة المرمى، أمامه في خط الدفاع: محمد هاني وأحمد حجازي ومحمد عبد المنعم وأحمد فتوح وفي خط الوسط لعب: حمدي فتحي ومروان عطية وإمام عاشور وفي خط الهجوم بدأ فيتوريا بـ  زيزو ومصطفى محمد ومعهما عمر مرموش.

بدأ الفريق المصري المباراة وهو يضع الفوز نُصب عينيه لأسباب عديدة، منها إثبات أن الفريق لديه من الإمكانات ما يعوّض غياب نجم بحجم محمد صلاح، كما أن الفوز يمنح الفريق فرصة التأهل دون النظر لأية حسابات أخرى، كما منحت تصريحات المدير الفني لكاب فيردي – دافعا آخر للاعبين المصريين على البذل والإجادة والعطاء.

بدأ كاب فيردي المباراة بفريق معظمه من البدلاء، اعتمادا على أنه ضمن الصعود أول المجموعة، بعد الفوز في المباراتين السابقتين على غانا وموزمبيق، وقد استغل لاعبو مصر فارق الخبرة والمهارة لدى بدلاء كاب فيردي السبعة، فامتلكوا منطقة نصف الملعب الذي شهد أداءً أفضل بعد استبدال مروان عطية بمحمد النني الذي لعب المباراتين السابقتين، وكان أداؤه دون المستوى.

خلال هذا الشوط شن المنتخب المصري العديد من الهجمات الخطرة التي لم تكلل للأسف بالنجاح، بداية من الدقيقة العاشرة التي شهدت رأسية قوية لمصطفى محمد علت العارضة، تلتها تسديدة قوية من إمام عاشور أفلح الحارس في التصدي لها، وقبل أن تمر الثلث ساعة الأولى من عمر المباراة، تضيع فرص هدف محقق بعد أن سدد عمر مرموش كرة صاروخية من على حدود منطقة الجزاء، ارتدت من يدي الحارس لتتهيأ أمام مصطفى محمد الذي تباطأ دون داعٍ في إيداعها المرمى وسددها ضعيفة ليشتتها الدفاع.

وتتوالى محاولات الفريق المصري في إحراز هدف التقدم، لتشهد الدقيقة التاسعة والثلاثين تسديدة صاروخية من أحمد فتوح، تصطدم في ظهر مصطفى محمد المتواجد داخل منطقة الأمتار الستة؛ لتخرج الكرة بجوار القائم الأيسر.. ثم يسدد زيزو كرة “R2” تعلو العارضة بقليل.

وقبل نهاية الشوط يتحفنا لاعبو الدفاع المصري بفاصل من الأخطاء الساذجة تنتهي بهدف التقدم لكاب فيردي، جاء الهدف بعد عرضية داخل المنطقة مررها لاعب كاب فيردي رأسية إلى جيلسون الذي استخلصها بسهولة من أمام حجازي “المرتبك” وسددها  قوية على يسار الشناوي داخل الشباك.. لينتهي الشوط الأول بهدف دو رد لكاب فيردي.

بين الشوطين أجرى فيتوريا تغييرين لأسباب يعرفها هو بمفرده، بخروج فتوح ونزول محمد حمدي، واستبدال تريزيجيه بحمدي فتحي.. فلم يكن هناك مبررا على الإطلاق لخروج فتوح، وكان من المفترض أن يبدأ تريزيجيه المباراة، ولا يلعب شوطا واحدا فقط على حساب حمدي فتحي.

وتشهد الدقيقة الأولى من الشوط الثاني فرصة هدف، عندما أرسل عمر مرموش كرة عرضية أرضية داخل منطقة الجزاء قابلها تريزيجيه بتسديدة قوية، لكن الكرة تمر أعلى العارضة.

وتشهد الدقيقة الخمسين هدف التعادل لمصر من تسديدة لتريزيجيه من داخل منطقة الجزاء بعد أن وصلته الكرة من حجازي، ليسددها بيسراه، تصطدم بجسم الحارس وتستقر داخل الشباك.

بعد الهدف يسيطر المنتخب المصري على مجريات المباراة، مع محاولات لكاب فيردي لاستعادة زمام الأمور. بعد انقضاء ساعة من زمن المباراة يسدد تريزيجيه كرة “R2” من على حدود منطقة الجزاء، لكن الحارس كان لها بالمرصاد. ويشهر الحكم البطاقة الصفراء لمرموش للخشونة، وتشهد الدقيقة السادسة والستين ضربة حرة لمصر يسددها مرموش قوية جدا تصطدم بالحائط.

في الدقيقة الحادية والسبعين يجري فيتوريا تغييرا بنزول كهربا بديلا لزيزو، وتمضي الدقائق التالية من عمر المباراة في محاولات مصرية مضنية لإحراز هدف الفوز إلى أن ينجح مصطفى محمد في إحراز الهدف في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بعد استلامه كرة طويلة أرسلها تريزيجيه خلف الدفاع، ليضعها محمد من فوق رأس الحارس “لوب” في المرمى.

استغرق الحكم وقتا قبل احتساب الهدف بالعودة إلى تقنية الفار، وبعد احتسابه للهدف مدد الوقت بدل الضائع لعدة دقائق نجح فيها منتخب كاب فيردي في تحقيق التعادل بعد فاصل من الأخطاء وقع فيها الدفاع المصري كالعادة لتصل الكرة إلى بريان داخل منطقة الجزاء، ليسددها قوية داخل الشباك بعد ارتدادها من الشناوي الذي أصيب بخلع في الكتف؛ سيبعده لنهاية البطولة؛ ليحل أبو جبل بديلا له مع صفارة نهاية المباراة.

في المباراة الأخرى تعادل منتخبا غانا وموزمبيق بالنتيجة نفسها ليحتل الفريق المصري المركز الثاني في المجموعة، ليلاقي صاحب المركز الثاني في المجموعة السادسة والذي لم يتحدد بعد، وسيكون إما الكونغو أو زامبيا.

الفريق المصري قدّم عرضا لا بأس به، لولا إهدار الفرص والأخطاء الغريبة من المدافعين.. وهذا ما يجعلنا نستبشر بتجاوز عقبة الدور الثاني.. هذ إذا تخلّى فيتوريا عن عناده واستمع لصوت العقل، وأشرك من اللاعبين من يستحق اللعب دون النظر لأية اعتبارات أخرى خارج المستطيل الأخضر!

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock