رؤى

منظمة العفو الدولية تصف الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالـ “الفصل العنصري”

ترجمة: كريم سعد
نقلا عن صحيفة “الجارديان”

صرحت منظمة العفو الدولية بأن “نظام القمع والهيمنة” الإسرائيلي على الفلسطينيين يرتقي إلى مستوى التعريف الدولي للفصل العنصري، لتنضم بذلك إلى جماعات حقوق الإنسان الرائدة الأخرى.

وأثار التقرير على الفور غضبا بين الساسة الإسرائيليين الذين طالبوا بسحبه.

وكان من بينهم وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لبيد” الذي رفض التقرير ووصفه بأنه “منفصل عن الواقع” حيث قال: “منظمة العفو الدولية تقتبس أكاذيب تنشرها المنظمات الإرهابية”.

كما اتهم “لبيد” أيضًا المنظمة بـ”معاداة السامية” وأضاف: “أكره استخدام الحجة القائلة بأنه إذا لم تكن إسرائيل دولة يهودية، فلن يجرؤ أحد في منظمة العفو الدولية على انتقادها، ولكن في هذه الحالة، لا يوجد سبب آخر غير ذلك”.

ومن جانب أخر.. رحبت السلطة الفلسطينية بالتقرير، مُعربة عن أملها في أن يفتح الطريق أمام محاكمة إسرائيل أمام “المحكمة الجنائية الدولية”.

وعلقت وزارة الخارجية الفلسطينية: “تُرحب دولة فلسطين بتقرير منظمة العفو الدولية حول نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والسياسات والممارسات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني”.

جدار الفصل العنصري

ودعت منظمة العفو “الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والمملكة المتحدة، وكذلك الدول التي تعمل على تعزيز علاقاتها – مثل بعض الدول العربية والأفريقية إلى الاعتراف بأن إسرائيل ترتكب جريمة الفصل العنصري وجرائم دولية أخرى”.

وطالبت تلك الدول “باستخدام جميع الأدوات السياسية والدبلوماسية لضمان تنفيذ السلطات الإسرائيلية التوصيات الواردة في هذا التقرير ومراجعة أي تعاون وأنشطة مع إسرائيل للتأكد من أنها لا تسهم في الحفاظ على نظام الفصل العنصري”.

والتقرير المكون من 278 صفحة والذي تم تجميعه على مدى أربع سنوات من قِبل المنظمة الحقوقية التي مقرها لندن؛ يعني أن “منظمة العفو” قد انضمت إلى “منظمة هيومن رايتس ووتش” و”منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية” التي اتهمت إسرائيل أيضًا بالفصل العنصري في العام الماضي.

وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية “أنياس كالامار” أثناء تقديمها التقرير: “سواء كانوا يعيشون في غزة والقدس الشرقية وبقية الضفة الغربية، أو إسرائيل نفسها، فإن الفلسطينيين يُعاملون على أنهم مجموعة عرقية متدنية ويحرمون بشكل منهجي من حقوقهم”.

وفي معرض رفضها لمزاعم “معادة السامية” أضافت “كالامار” في البيان: “سياسات إسرائيل القاسية المتمثلة في الفصل والتجريد والإقصاء في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها ترقى بوضوح إلى مستوى الفصل العنصري”.

وفي حين ارتكزت الكثير من مزاعم الفصل العنصري الإسرائيلي في الماضي على الأوضاع في المناطق الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية حيث توجد أنظمة مزدوجة للحقوق والإدارات القانونية للفلسطينيين والمستوطنين اليهود، إلا أن مزاعم الفصل العنصري داخل إسرائيل تُعتبر أكثر إثارة للجدل.

جدار الفصل العنصري
جدار الفصل العنصري

وقبل عام، واجهت “بتسيلم” انتقادات من السياسيين الإسرائيليين عندما أكدت أن السياسات الإسرائيلية قد صممت لفرض “التفوق اليهودي من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط”.

وأصبحت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومقرها نيويورك في أبريل من العام الماضي أول منظمة حقوقية دولية مهمة ترفع علنًا مزاعم الفصل العنصري، وتُعد المنظمة جزءا من حركة دولية متنامية لإعادة تعريف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه نضال من أجل حقوق متساوية بدلاً من كونه إقليميًا.

واكتسبت هذه الجهود قوة في العقد الذي انقضى منذ توقف عملية السلام، حيث عززت إسرائيل سيطرتها على الأراضي المحتلة وأفسدت فكرة الدولة الفلسطينية.

وترفض إسرائيل أي ادعاء بوجود فصل عنصري وتصر على أن مواطنيها العرب يتمتعون بحقوق متساوية.

ومما يزيد الأمر تعقيدًا هي تلك التجارب المختلفة التي يتعرض لها الفلسطينيين في الأراضي المحتلة مقارنة بفلسطيني الداخل في إسرائيل.

وبينما عاش الفلسطينيون الذين بقوا داخل إسرائيل تحت الحكم العسكري حتى ما قبل حرب 1967، بفترة وجيزة فإن هؤلاء الفلسطينيين يتمتعون الآن بالجنسية الإسرائيلية، بما في ذلك الحق في التصويت، لكنهم ما زالوا يواجهون تمييزًا واسع النطاق في مجالات مثل أسواق العمل والإسكان.

ويعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية –على الرغم من درجة من الاستقلال السياسي– تحت الحكم العسكري الإسرائيلي، والذي يتضمن التعرض لنظام القضاء العسكري الإسرائيلي، بينما يتم التعامل مع المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بموجب القانون المدني الإسرائيلي.

بينما أولئك الذين يعيشون في غزة التي تحكمها حماس –والتي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005 مع الحفاظ على سيطرة مشددة على الحدود البرية والبحرية– يواجهون أيضًا حصارًا إسرائيليًا ومصريًا يعيق حياتهم.

كريم سعد

مترجم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock