رياضة

زلزال سعودي يطيح بميسي ورفاقه في مباراة ملحمية

شهدت ظهيرة اليوم الثالث لفعاليات بطولة كاس العالم المقامة حاليا بقطر، حدثا مدويا إذ استطاع المنتخب السعودي الملقب بالأخضر هزيمة المنتخب الأرجنتيني أحد أقوى المرشحين لحصد اللقب الغالي، في المباراة التي جرت أحداثها على أرضية ملعب لوسيل.

وكان اليوم الثاني من أحداث البطولة قد شهد ثلاثة مباريات، استطاع المنتخب الإنجليزي في أولها سحق المنتخب الإيراني بستة أهداف مقابل هدفين في المباراة الأولى التي كانت من طرف واحد بعد فشل المدرب السابق للمنتخب المصري “كيروش” مدرب إيران حاليا- في ترويض منتخب الأسود الثلاثة الذي ظهر متعطشا للفوز وإحراز اللقب الذي غاب منذ عام 1966، بينما شهدت المباراة الثانية فوزا متوقعا للمنتخب الهولندي على السنغال الذي صمد كثيرا قبل أن يسقط بهدفين في آخر خمس دقائق، بعد أن قدم مستويات جيدة طوال شوطي المباراة، وظهر كخصم عنيد للطاحونة الهولندية التي عجزت عن فك شفرة دفاع أسود التيرانجا المحكمة، وكانت الانفراجة بسبب خروج خاطئ غير مبرر من الحارس ميندي الذي تراجع مستواه كثيرا منذ أن خاض مباراتي الحسم أمام المصريين.

في المباراة الثالثة التي جمعت الولايات المتحدة مع المنتخب الويلزي العائد من غيبة طالت لأربعة وسنين عاما- استطاع الأمريكان التقدم عن طريق تيموثي وايا ابن النجم ورئيس الجمهورية الحالي لدولة ليبيريا جورج وايا- إلا أن الويلزيين كافحوا باستماتة لإدراك هدف التعادل، وهو ما نجحوا فيه في الدقيقة الحادية والثمانين، لتنتهي المباراة بتعادل الفريقين، لكن التعادل كان بطعم الفوز بالنسبة لمنتخب ويلز.

وعودة إلى موقعة السعودية والأرجنتين التي وصفها البعض بأنها أفضل مباراة يقدمها فريق عربي في تاريخ المونديال.. وكانت المؤشرات الأولية قد أكدت في معظمها أن المباراة ستكون بمثابة نزهة للفريق الأرجنتيني المرشح بقوة لإحراز البطولة، بقيادة نجمه الأبرز ليونيل ميسي الذي لم يسبق له أن توج مع المنتخب إلا ببطولة كوبا أمريكا الماضية ما ظنه البعض فَكًا للنحس الذي صاحب النجم الموهوب.

قبل المباراة وضوع السعوديون أيديهم على قلوبهم، وتصدر هاشتاج #نبغي_ الستر موقع تويتر في إشارة إلى الخوف من تكرار فضيحة الهزيمة بثمانية أهداف نظيفة أمام ألمانيا في مونديال 2002، بكوريا واليابان.

بدأت المباراة بهجوم كاسح لنجوم التانجو، وينجح العويس في التصدي لتسديدة قوية من ميسي في الدقيقة الثانية من المباراة، قبل أن يحصل دي بول على خطأ على حدود منطقة الجزاء، يحتسب الحكم السلوفيني سلافكو فينتشيتش اللعبة ضربة جزاء بعد مراجعة تقنية الفار، ليسدد ميسي الكرة على يمين العويس داخل الشباك محرزا هدف التقدم للأرجنتين.

بعد الهدف يسود الحذر مجريات المباراة، فينحصر اللعب في منتصف الملعب لعدة دقائق مع محاولا ت سعودية خجولة لإحراز التعادل.. وفي الدقيقة الحادية والعشرين  ينفرد ميسي بمرمى محمد العويس، ويسدد الكرة بيسراه داخل الشباك، ولكن الحكم يلغي الهدف بداعي التسلل.

بعد نحو خمس دقائق يتكرر الأمر لاوتارو مارتينيز الذي سجل هدفا رائعا يلغيه الحكم أيضا بعد مراجعة الفار.. وبعد نحو خمس دقائق أخرى يستغل لاوتارو مارتينيز تمريرة بينية من ميسي ليحرز هدفا يلغى أيضا بداعي التسلل.

يواصل الفريق الأرجنتيني هجومه على المرمى السعودي في ظل حالة غير اعتيادية من الاستبسال في الذود عن المرمى قادها الحارس المتألق العويس.. لينتهي الشوط الأول بتقدم الأرجنتين بهدف، وفشل السعوديون في إدراك ولو تسديدة واحدة على المرمى الأرجنتيني.. ما ضاعف من مخاوف الجماهير العربية، لكن الشوط الثاني حمل مفاجآت من العيار الثقيل بدأت بإحراز صالح الشهري الهدف الأول من كرة تسلمها داخل منطقة الجزاء من فراس البريكان ليسددها قوية بيسراه علي يسار الحارس إيميليانو مارتينيز داخل الشباك.

لم يفق ميسي ورفاقه من وقع مفاجأة التعادل؛ ليجدوا أنفسهم متأخرين بهدفين لهدف في الدقيقة الخامسة والخمسين، بعد أن راوغ سالم الدوسري، دي بول وسدد كرة صاروخية من على حدود منطقة الجزاء سكنت أقصى الزاوية اليسرى للحارس إيميليانو مارتينيز الذي لا يسأل عن الهدف.

وعلى مدى نحوٍ من خمسين دقيقة بعد إضافة ثلاث عشرة دقيقة وقتا بدلا من الضائع، واصل الفريق الارجنتيني هجومه على مرمى العويس الذي كان في يوم حظه إذا استطاع أن يتصدى لكل الكرات التي وصل بها ميس ومارنينيز ورفاقهما.. واستطاع الداهية الألماني هيرفي رينار مدرب الأخضر إحكام دفاعاته ما أصاب رفاق ميسي بالإحباط.. لتنتهي المباراة بفوز المنتخب السعودي بهدفين لهدف، لتعتبر هذه النتيجة من أكبر المفاجآت في البطولة، ومن أكثر النتائج التي خالفت كل التوقعات ما أعاد للأذهان فوز المنتخب الأمريكي على المنتخب الإنجليزي في مونديال 1950، بالبرازيل.. والذي ظل حدثا لا يصدق لفترة طويلة.

في المباراة الثانية اليوم استطاع نسور قرطاج اقتناص نقطة ثمينة بالتعادل مع الدانمارك في مباراة قدم فيها التوانسة أداء جيدا في الشوط الأول، بينما جاء متوسطا في الشوط الثاني؛ لتخرج المباراة بالتعادل الذي كان بطعم الفوز بالنسبة للنسور.. بينما خرجت مباراة المكسيك وبولندا بالتعادل السلبي بعد إهدار ليفاندوفسكي لضربة جزاء تصدى لها الحارس المكسيكي الشهير أوتشوا ببراعة.. واختتم اليوم الثالث بمباراة فرنسا التي تعاني من العديد من الإصابات والغيابات على رأسها إصابة النجم كريم بنزيمه وعدم مشاركته في البطولة- مع المنتخب الاسترالي الطموح الذي افتتح التسجيل مبكرا في الدقيقة التاسعة من عمر المباراة عن طريق لاعبه كاريج جودوين.. لكن الفرنسيين تمكنوا من إحراز هدف التعادل عن طريق إدريان رابيو في الدقيقة السابعة والعشرين، قبل أن يضيف النجم أوليفييه جيرو هدفه الأول في الدقيقة الثانية والثلاثين بعد استغلال مبابي لخطأ دفاعي؛ ليمرر الكرة لرابيو الذي حولها عرضية قابلها جيرو بتسديدة من داخل المنطقة.. وفي الدقيقة الثامنة والستين يسجل مبابي هدف فرنسا الثالث قبل ثلاث دقائق فقط من تسجيل جيرو لهدفه الثاني والرابع لمنتخب الديوك؛ لتنتهي المباراة بأربعة أهداف مقابل هدف.

مباريات اليوم:

المباراة الأولى التي تقام في الثانية عشرة بتوقيت القاهرة ستجمع المنتخب المغربي ونظيره الكرواتي في مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات.. فرغم قوة الفريق الكرواتي الذي وصل للنهائي في البطولة السابقة وخسر بالأربعة إلا أن المنتخب المغربي قادر على صنع المفاجآت كشقيقه السعودي.

المباراة الثانية في الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة ستجمع الماكينات الألمانية والروبوت الياباني الذي يسعى لإثبات الذات أمام أحد القوى الكبرى في عالم كرة القدم.. بينما يسعى الألمان لبداية قوية بعد خروجهم المهين من الدور الأول لأول مرة في تاريخهم في البطولة الماضية.

وفي السادسة مساء تلتقي إسبانيا وكوستاريكا، بينما تبدأ المباراة الأخيرة في اليوم الرابع في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة وتضم بلجيكا وكندا.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock