رياضة

أسود أطلس يعيدون البسمة للعرب بعد ثلاث هزائم عربية متوالية

أعاد أمس المنتخب المغربي البسمة للعرب بعد فوزه الكبير والمستحق على المنتخب البلجيكي بهدفين دون رد، في المباراة التي جرت أحداثها على ملعب ستاد الثمامة بالدوحة.. تسيّد أسود أطلس معظم فترات المباراة في ظل تراجع كبير في مستويات الشياطين الحمر الذين استسلموا لسحرة المغرب دون مقاومة كبيرة.. ويبدو أن شمس هذا الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي قد باتت تصارع الأفول.. بينما كان رفاق زياش وحكيمي على قدر المسئولية التي حمّلتهم إياها الجماهير العربية؛ خاصة بعد يومين حزينين من أيام المونديال، كانا قد شهدا هزيمة المنتخب القطري أمام السنغال بثلاثة أهداف لهدف وتأكد خروجه، بعد أداء ضعيف وهزيمتين متتاليتين، ويتحمل المدرب فليكس سانشيز باس مسئولية تلك النتائج المخيبة للآمال؛ ويشاركه المسئولية اللاعبون الذين ظهروا تائهين دون تركيز ما أوقعهم في أخطاء ساذجة، كلفتهم كثيرا، ما يعد لغزا يحتاج إلى تفسير بعد فترة الإعداد الطويلة والقوية التي خاضها الفريق.

في المباراة الثانية لم يستطع نسور قرطاج ترجمة فرصهم المحققة لأهداف؛ ليخرجوا خاسرين بهدف دون مقابل أمام المنتحب الاسترالي، في انتظار تحقيق مفاجأة في المباراة الأخيرة أمام منتحب فرنسا المتأهل رسميا بفوزين مريحين على استراليا والدانمارك.. في حين لم يستطع المنتخب السعودي الملقب بالأخضر الذي انعقدت عليه الآمال بعد فوزه على الأرجنتين- اجتياز عقبة بولندا رغم السيطرة الكاملة على مجريات وأحداث المباراة التي انتهت لصالح بولندا بهدفين دون رد؛ لتتعقد الحسابات في المجموعة الثالثة التي تتصدرها بولندا بأربع نقاط، تليها الأرجنتين بثلاث نقاط بعد فوزها المتوقع على المكسيك بهدفين دون رد، ثم السعودية بثلاث نقاط أيضا.. وتأتي المكسيك في ذيل المجموع بنقطة واحدة من تعادلها مع بولندا.. يحتاج المنتخب السعودي إلى الفوز على المكسيك في المباراة القادمة للصعود للدور الثاني دون النظر إلى نتيجة مباراة بولندا مع الأرجنتين، بينما يدخله التعادل في دوامة الصراع على المركز الثاني.

وعودة إلى الانتصار التاريخي الذي حققه أبناء المغرب على بلجيكا في لقاء اليوم الذي شهد غياب الحارس المغربي المتألق ياسين بونو، بعد أن شعر بتوعك قبيل المباراة، ليحل منير محمدي بديلا له وأمامه في الدفاع: أشرف حكيمي، نصير مزراوي، نايف أكرد، رومان سايس. وفي الوسط: سفيان أمرابط، حكيم زياش، عز الدين أوناحي، سليم أملاح، سفيان بوفال. والهجوم: يوسف النصيري.

في حين جاء تشكيل المنتخب البلجيكي مكونا من: تيبو كورتوا في حراسة المرمى أمامه: توبي ألدرفيرلد، يان فيرتونخين، توماس مونييه في الدفاع. وفي الوسط: أكسيل فيتسيل، كيفين دي بروين، ثورجان هازارد، أمادو أونانا، تیموثي كاستاني، والثنائي: إيدين هازارد، ميتشي باتشواي في الهجوم.

بدأ الفريق البلجيكي المباراة بمحاولات هجومية متتالية على مدى ربع الساعة، بدأت بتسديدة ميتشي باتشواي الخطرة في الدقيقة الخامسة والتي نجح محمدي في تحويلها إلى ركنية، ثم ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة العاشرة يسددها دي بروين ويفلح الدفاع المغربي في إبعادها، بعدها ينجح سايس في تحويل كرة خطرة من ناحية اليسار إلى ركنية، لم تستغل.. تلتها تسدية لدي بروين تخرج أيضا إلى ركنية.. قبل أن يحتسب المكسيكي سيزار أرتورو راموس خطأ لباتشواي على حدود منطقة الجزاء المغربية، لتصل الكرة إلى أمادو أونانا الذي يحولها برأسه أعلى مرمى المحمدي الذي نجح في الدقيقة التالية في التصدي لكرة توماس مونييه بثبات، مانحا الثقة لزملائه الذين ربما أقلقهم غياب بونو المفاجئ.

وتشهد الدقيقة الحادية والعشرين أولى هجمات أسود أطلس عندما يسدد حكيم زياش كرة قوية علت مرمى كورتوا الذي قدّم فاصلا رائعا من المراوغة كان ضحيته يوسف النصيري.

وتشهد الدقيقة الخامسة والعشرين تشاطا ملحوظا للفريق المغربي بدأ بتسديدة سليم أملاح؛ علت المرمى البلجيكي، يتصدى بعدها المحمدي لكرة مونييه، قبل أن ينجح حكيمي في الوصول لمنطقة جزاء كورتوا لكنه يسدد عاليا أيضا هذه المرة، وتستمر محاولات الفريقين حتى ينتهي الوقت الاصلي ويحتسب الحكم خمس دقائق وقتا بدلا من الضائع، يحصل خلاله زياش على خطأ قرب منطقة الجزاء، ليسدد الضربة الحرة داخل الشباك؛ لكن الحكم يلغي الهدف بعد مراجعة الڤار بداعي التسلل لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

مع بداية الشوط الثاني يحاول دي بروين ورفاقه السيطرة مبكرا على مجريات اللعب، لكن زياش يباغت الجميع بتسديدة قوية ينقذها كورتوا، ليرد هازارد بتسديدة ينجح المحمدي في إبطال مفعولها.. وتشهد الدقيقة السابعة والخمسين مراوغة ولا أروع من سفيان دوفال لمونييه يعقبها بتسديدة قوية أرضية على يسار كورتوا؛ لكنها تخرج بجوار القائم.. لتستمر المحاولات المغربية لإدراك الهدف الأول لنحو عشر دقائق قبل أن يسدد مارتينيز كرة قوية يتصدى لها المحمدي المتألق، لينجح رجال المغرب بعد دقائق في تحقيق هدف التقدم عن طريق اللاعب عبد الحميد صبيري الذي سدد من ضربة حرة بجوار الراية الركنية مباشرة أرضية على يمين كورتوا داخل الشباك. وتستمر محاولات الفريقين إلى أن ينتهي الوقت الأصلي، ويحتسب الحكم المكسيكي خمس دقائق وقتا بدلا من الضائع ينجح خلالها اللاعب زكريا أبوخلال في إحراز الهدف الثاني من كرة مرتدة وصلت إلى حكيم زياش الذي لعبها عرضية ليقابلها أبوخلال بتسديدة قوية على يسار كورتوا إلى داخل الشباك.. لتنتهي المباراة بالانتصار الثاني للعرب في هذه البطولة، وعلى المصنف الثاني عالميا.

كانت نتائج اليوم قد أسفرت عن فوز كرواتيا على كندا بأربعة أهداف لهدف؛ لتتصدر المجموعة بفارق الأهداف عن المغرب، لتودع كندا البطولة مبكرا.. بينما فجرت كوستاريكا المهزومة بالسبعة في مباراتها الأولى من إسبانيا- المفاجأة بالفوز على اليابان قاهرة الألمان بهدف دون رد، في حين اقتنصت ألمانيا نقطة التعادل من الماتادور الإسباني؛ لتبقي آمالها في الصعود قائمة حتى الرمق الأخير.

وتشهد اليوم ملاعب البطولة أربع مباريات حيث يلتقي المنتخبان الكاميروني والصربي ظهر اليوم بعد هزيمتهما في المباراة الأولى من سويسرا والبرازيل.. ومن المجموعة الثامنة تلتقي كوريا الجنوبية التي نجحت في اقتناص نقطة من أورجواي في مباراتها الأولى – مع غانا التي خسرت من البرتغال بثلاثة اهداف لهدفين، وتلتقي البرازيل مساء مع سويسرا ضمن مباريات المجموعة السابعة، يختتم اليوم بلقاء البرتغال والأورجواي.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock