رياضة

الأهلي الأقوى يكتفي بهدفين مقابل هدف.. في ذهاب النهائي الإفريقي

ما تزال القارة السمراء على حالها الذي يبدو أنه لن يتغير أبدا.. فمنذ دخلت كرة القدم إفريقيا وإلى ليلة أمس.. يظل التحكيم هو العنوان الأبرز للفضائح الكروية.. حقائق لا يمكن التغافل عنها، ولا اعتبارها من ضمن الأخطاء الواردة في اللعبة الأشهر.. فقد شهدت مباراة الذهاب في نهائي البطولة الإفريقية للأندية الأبطال بين النادي الأهلي المصري ونادي الوداد المغربي، أخطاء بالحملة ومخالفات صريحة للقانون ومجاملات غاية في الغرابة للفريق المغربي الذي يحظى بمعاملة خاصة جدا من قبل الاتحاد الإفريقي في ظل سيطرة مغربية على الاتحاد في وجود فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ذو النفوذ والسطوة الكبيرة على مسئولي الكان.

الحكم الليبي معتز إبراهيم الشلماني، لم يكن على مستوى المباراة التي شهدت سيطرة تامة للنادي الأهلي خلال شوطها الأول الذي انتهى بهدف دون رد، أحرزه بيرسي تاو برأسية في الوقت بدل الضائع من كرة عرضية متقنة من حسين الشحات.. وضعها تاو بهدوء وثقة على يسار الحارس المغربي المطيع الذي وقف لمشاهدتها بانبهار.

شهد الشوط الأول عدة فرص خطيرة لو أحسن لاعبو الأهلي استغلالها؛ لأنهوا المباراة مبكرا.. أسهل تلك الفرص كان في الدقيقة 19 عندما ارتدت لكرة من دفاع الوداد داخل منطقة الجزاء لتصل إلى كهربا غير المراقب، لكنه وضعها أرضية سهلة في متناول الحارس.

وتشهد الدقيقة 35 التصدي الأول لحارس الأهلي شوبير الذي قدم مستوى أكثر من رائع واستطاع انقاذ مرمى الأهلي من هدف مؤكد إثر انفراد المترجي بالمرمى في الدقيقة 40 وتسديد الكرة بقوة؛ لكن شوبير وضع جسمه في مواجهة اللاعب وتصدى للكرة التي ارتطمت بصدره مبتعدة عن المرمى.. بعد هدف تاو حافظ شوبير على النتيجة بعد إمساكه الكرة بثبات إثر تسديدة قوية من ضربة حرة من خرج منطقة الجزاء.. لينتهي الشوط بتقدم الأهلي بهدف تاو.

تشهد بداية الشوط الثاني استعادة الاتزان في أداء الوداد الذي أهدر فرصتين للتهديف خلال الدقائق الخمس الأولى عن طريق رأسية العملود التي علت العارضة، وانفراد تام للمترجي على بعد خطوات من المرمى، لكنه وضع الكرة في الشباك من الخارج.

وتشهد الدقيقة 52 إهدار فرصة سهلة عن طريق كهربا الذي تأخر في تسديد الكرة من داخل منطقة الجزاء ليضطر للعبها عرضية ضعيفة يمسكها الحارس المغربي بسهولة.. وفي نفس الدقيقة تصل الكرة مجددا لكهربا على حدود منطقة الجزاء.. وبدلا من تمريرها للشحات وكان في وضعية أفضل؛ يسددها ضعيفة أرضية في يد الحارس.

يحاول الفريق المغربي فرض كلمته على المباراة وامتلاك منطقة وسط الملعب.. فتصل إحدى الكرات إلى الحسوني الذي يراوغ ويسدد كرة خطيرة من داخل منطقة الجزاء تخرج على يسار شوبير.

وتشهد الدقيقة 59 الهدف الثاني للأهلي من كرة طويلة لعبها محمد هاني؛ ليخرج المطيع بشكل خاطئ لالتقاطها؛ فتصل إلى الشحات الذي يلعبها عرضية إلى كهربا غير المراقب ليسددها في المرمى الخالي من حارسه معززا فوز الأهلي.

وفي الدقيقة الـ67 يتصدى القائم الأيسر لمرمى الأهلي لتسديدة قوية من يحيى جبران، لتتحرك الكرة بغرابة بعرض الملعب لتخرج بجوار القائم الأيمن.. قبل أن يعود كهربا إلى هوايته في إهدار الفرص السهلة في الدقيقة 74عندما استقبل عرضية بيرسي تاو داخل المنطقة، وبدلا من تسديدها بقوة، يضعها ضعيفة في ارتفاع مناسب للمطيع الذي أمسكها بسهولة.

وينجح شوبير مجددا في الدقيقة 79 في التصدي لقذيفة من داخل منطقة الجزاء، منقذا هدفا محققا.. ثم تشهد المباراة الخطأ التحكيمي الأفدح، بعد إمساك المدافع يحيى عطية الله الكرة متعمدا بيده لمنعها من الوصول لبيرسي تاو الذي كان سينفرد تماما بالمرمى من منتصف الملعب، إذ كان عطية الله هو المدافع الأخير.. ويرفض الحكم الليبي تطبيق القانون الحاسم في مثل هذه الحالات، ويكتفي بإنذار اللاعب.

وفي الدقيقة 86 يرتكب على معلول خطأ ساذجا بعد فشله في إبعاد كرة ضعيفة وفي المتناول لتصل عند أيوب العملود الذي أرسلها عرضية أرضية؛ لقابلها سيف الدين بوهرة بتسديدة قوية إلى داخل الشباك على يمين شوبير الذي لا يسأل عن الهدف.

يحتسب الحكم ثماني دقائق كاملة وقتا بدلا من الضائع، يحاول خلالها الأهلي تحسين النتيجة دون جدوى، ليتأجل الحسم لمباراة الأحد القادم في مركب محمد الخامس بكازابلانكا بالمغرب.

ويمكن تلخيص أهم نقاط المباراة في الآتي:

استطاع الحارس مصطفى شوبير إثبات أهليته لحراسة مرمى الأهلي، وأنه يتمتع بكل صفات الحراس الكبار، وليس من “أبناء العاملين” كما يحلو للبعض أن يطلق تندرا على أبناء اللاعبين الكبار من غير الموهوبين.

ما زال إهدار الفرص السهلة مشكلة كبيرة يعاني منها هجوم الأهلي الذي يحتاج إلى مهاجم سوبر في الموسم الجديد.

هبوط مستوى إليو ديانج أصبح أمرا لافتا للنظر، ولولا تألق مروان عطية وحمدي فتحي في وسط ملعب الأهلي؛ لكان الأمر كارثيا.

يرى البعض أنه ربما حان الوقت لينهي معلول مسيرته المظفرة مع الأهلي عقب هذا الموسم.

يجب على إدارة النادي الاهلي ألا تتهاون مطلقا في تحذير الاتحاد الإفريقي من عواقب اختيار حكام ليسوا على المستوى المطلوب للمباريات الكبرى، هذا إذا أحسنا الظن بهم، والتهديد بالتصعيد واتخاذ كافة الإجراءات في حال إذا ما حدثت أي تجاوزات في مباراة العودة.

قدّم الأهلي مباراة جيدة جدا تؤكد أحقيته باللقب رغم النتيجة المقلقة، لكن المدرب السويسري مارسيل كولر ورجاله، قادرون بمشيئة الله على تقديم عرض قوي بعد أسبوع والعودة بالكأس، في حال جرت المباراة على نحو نظيف بعيدا عن مجاملات الحكام، وأساليب كرة شمال إفريقيا، وألاعيب لقجع التي يعرفها الكافة.

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock